في كل يوم أربعاء يتوافد المواطنون الى محافظة دمشق للقاء المحافظ بعد أن خصصه للاستماع إلى شكاواهم.
ما يلفت النظر خلال حضوري لتلك اللقاءات الأعداد الكبيرة التي ترد إلى تقديم طلبات للقاء محافظ العاصمة، الأمر الذي يشي بحجم المشكلات التي لم تحل على أيدي الدوائر والمديريات في المحافظة والتي اضطرت بهؤلاء المواطنين للقاء رأس الهرم في المحافظة لعلهم يستطيعون حلها ومعالجتها.
ومن خلال المتابعة الدائمة للمشاكل المعروضة قد تستغرب أن بعض المشاكل كان يمكن أن تحل في أصغر حلقات الإدارة في مديريات المحافظة المختلفة، لكن التعقيد والإهمال واللامتابعة وانتشار الفساد على اختلاف درجاته جعلت هذه القضايا معلقة والمواطن يدور في فلك المعاناة في سبيل حل مشكلته.
وكمثال صغير هنا وفي شكوى لمواطنين من مخالفات خاصة بوجائب البناء والتي لم يستطيعوا تحريك ساكن بالنسبة لها رغم كل الشكاوى والاعتراضات رفع محافظ دمشق المهندس طارق كريشاتي صورة المخالفة موجهاً كلامه لمدير دوائر الخدمات في المحافظة، متسائلاً: كيف تسمح بمخالفة فاضحة كهذه في وسط المدينة، فكان الرد صادماً أنها فعلاً مخالفة كبيرة ولكنها تمت بموافقة الإدارة الأعلى منه وهو لايستطيع إزالتها!!!
أوردت هذا المثال فقط للإشارة الى حجم المشاكل التي يعانيها سكان العاصمة والحال ليس بأفضل منها في جارتها ريف دمشق.
ولا يعني هذا أن نغبن حجم الجهود المبذولة في خدمة مواطني ومرافق العاصمة، لكن هناك حلقات إدارية ووظيفية تضع العصي في الدواليب للحصول على مكاسب غير مشروعة تدفع لتعطيل المصالح وإلحاق الضرر ولاسيما في قطاع البلديات ودوائر الخدمات، حيث يعاني المواطن الأمرين من بعض العاملين فيها نتيجة استشراء الفساد في معظمها.
واليوم ونحن على أبواب انتخابات مجالس محلية جديدة بالدرجة الأولى المواطن مطالب بإعطاء صوته لمن يستحق أن يمثله في هذه المجالس وبالدرجة الثانية المطلوب تشديد الرقابة على عمل الإدارات والموظفين فيها من قبل الجهات الرقابية في محافظة دمشق، والجميع يأمل بحقبة جديدة من الإدارات الكفوءة التي تعطي لكل ذي حق حقه.