لعل أسهل احتياج يمكن أن يقدمه الأهل لأطفالهم هو الطعام واللباس، لكن الاحتياجات الأصعب هي الأمان والتربية والتعليم.
ربما تعكس عبارة (كل ولد يأتي وتأتي رزقته معه) حكاية تخفف من المسؤولية أكبر مما نتوقع، إلا إذا اعتبرنا الأرزاق تتضمن أيضاً الحياة العاطفية والنفسية السليمة الآمنة، كذلك التنشئة الجيدة المفيدة والتعليم بطبيعة الحال.
إن التفكير بالإنجاب يجب أن يبدأ مع التفكير بالزواج، فكرة أصبحت تقليدية إذا لم يتبعها تعاون بين الأسر الحديثة والجمعيات المهتمة بالطفولة والحكومة ربما ممثلة بوزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية، للعمل معاً لتأمين مساحة آمنة للأطفال، هذه المساحة ليست في أماكن الأنشطة ورياض الأطفال، وإنما داخل البيوت وأمامها في الأحياء، هذه المساحة ليست لتحميهم من العنف الجسدي والنفسي وخطر السيارات والألعاب العنيفة، وإنما من العنف الجنسي.
الحكاية المؤلمة لاختفاء الطفلة جوى ومن ثم مقتلها، يدفعاننا للعمل على حماية أطفالنا بمزيد من تتبع التفاصيل، ليمكننا التدخل والحماية قبل فوات الأوان.
الأرزاق ليست أموالاً فقط للطعام واللباس، والتعليم، وإنما هي أيضاً وعي لأهمية حياة الطفل، والتدخل لحمايته، في حياته وبعد موته.
الوالدية مسؤولية كبيرة، تزداد بحالات الفقر، ولابد من دعمها بالأرزاق المادية وآليات الحماية، ووضع السياسات التي تعكس والدية الدولة أيضاً.