يؤكد إصرار الولايات المتحدة على دعم النظام الأوكراني التابع والعميل لها، على أنها لا تزال تدفع باتجاه خيارات الفوضى والحرب ونشر الخراب والموت والدمار.
فإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن تقديم أكبر حزمة ” مساعدات عسكرية ” إلى النظام النازي الأوكراني تقدر بـنحو 3 مليارات دولار، هو تجسيد واضح للسياسة والاستراتيجية الخارجية الأميركية حيال التعاطي مع الكثير من القضايا الدولية التي تجهد واشنطن لإبقائها مشتعلة وبلا أية آفاق للحلول حتى يتسنى لها الحضور وخلق مساحات جديدة للمراوغة والمناورة والسيطرة على كل المفاتيح والقرارات.
الدعم الأميركي والغربي المتدحرج للنظام الأوكراني في مواجهة الدولة الروسية، هو محاولة لإطالة أمد العملية العسكرية الروسية واستنزاف القوات الروسية، ومنع موسكو من تحقيق أهدافها الاستراتيجية، بدءاً من القضاء على ما تبقى من فلول النازية هناك وإعادة الأمن والأمان إلى إقليم دونباس، وليس انتهاء بإعادة التوازن الدولي إلى النظام العالمي الذي رزح طيلة العقود الماضية تحت وطأة الغطرسة والهيمنة والعربدة والقطبية الأميركية.
المفارقة الكارثية في نص البيان الصادر عن بايدن، أن مساعدات الموت تلك تأتي كعادتها تحت مسميات إنسانية كما هي في الحالة الأوكرانية تحت عنوان ” الحفاظ على أمن أوكرانيا “، وكان الأجدى أن تأتي تحت عنوان ” العبث بأمن الشعب الأوكراني والأمن العالمي، لأنها بعيدة كل البعد عن الحفاظ على أمن العالم، لأن غايتها الوحيدة الحفاظ على مصالح وطموحات وأهداف أميركا الاحتلالية والاستعمارية والعودة بالأمور إلى ما قبل العملية العسكرية الروسية التي نسفت كل أركان وقواعد القطبية والهيمنة الأميركية ووضعت العالم على أعتاب مرحلة جديدة من العدالة الدولية وتعدد القوى والأقطاب.