هو الرئيس جو بايدن يخرج على المنابر ويعلن الدفاع عن اميركا في سورية، وتوجيه ضربة عسكرية لدير الزور لحماية كل أميركي والذود عن أمنه القومي وربما كاد (سيد البيت الأبيض) يربط بين وجود القارة الأميركية بضرورة احتلاله الجزيرة السورية لولا أن ثمة من خرج من كواليسه المعارضه لسياسته ليسأله عن شرعية هذا الاحتلال أصلاً .. وكيفية سرقة النفط السوري علناً، وما الاحتلال إلا لتقسيم المنطقة على أساس طائفي وعرقي يحاكي صورة الاحتلال الإسرائيلي.
واشنطن هذه المرة غيرت حجة احتلالها لسورية وسر البقاء الذي كاد ترامب يوما ما أن ينهيه بسؤال ماذا نفعل في الصحراء؟! فليست داعش هي هدف بايدن ومبرره الكاذب هذه المرة للعدوان على سورية ..فالرجل لجأ لاستعارة بيان الكيان الصهيوني بعد كل عدوان وقال ندافع عن أنفسنا أمام إيران.
في سورية لا يتواجد الحلفاء الا على مستوى مستشاريين ويبدو أن بايدن نفذ عدوانه لسببين:
فإسرائيل ممتعضة من الاتفاق النووي وتكاد تعض على يدي بايدن قبل توقيعه، لذلك غازلها بالعدوان على سورية، ويحاكي سياستها في العدوان والاعتداء. واما رسالته الثانية فهي الأهم، الرئيس الأميركي بدأ يتلمس رأسه الانتخابي بعد قمة طهران التي أقر الجميع فيها وقبلهم سورية طرد المحتل الأميركي من التنف وشرق الفرات ..ذهبت به الذاكرة إلى انسحابه من أفغانستان والذي احدث ضجة جاءت عكسية لوعوده بإنهاء الحروب وخاصة أنه مكث عشرين عاماً وسلم لطالبان والمجموعات الإرهابية الحكم في أفغانستان.
في سورية لاخيار أمام بايدن سوى الانسحاب أو مواجهة المقاومة الشعبية التي لن تكتفي بتفجير قواعده، وربما تعيد إلى ذاكرته مشهد عودة جنوده بالتوابيت من العراق.
يقف بايدن امام صندوق انتخابه، فالمشهد الأخير له في سورية ربما يحدد إن كان سيعود للبيت الأبيض أم يغادره ..فمشهد الخروج من سورية مشهد يحدد المصير الأميركي إقليمياً وعلى مستوى المنطقة بأكملها، لذلك ترتعد أميركا، وتكثر عدواناتها.