يجد رب الأسرة نفسه عاجزاً من الناحية المادية أمام موجة ارتفاع الأسعار الكاوية كارتفاع حرارة هذه الأيام. ويزداد عجزه إذا كان لديه أولاد في المدرسة لأن المطلوب منه تلبية حاجات أسرته لإعداد وتحضير مؤونة الشتاء من مواد غذائية ومكدوس ومازوت التدفئة بالإضافة لمتطلبات المدرسة من ألبسة وكتب ودفاتر وأقلام وحقائب وأحذية وغيرها من المتطلبات الأخرى.
وهنا قد يقول قائل: هناك قروض ومعارض تتوافر فيها جميع الحاجات وبأسعار منافسة لأسعار السوق المحلية، لكن اللافت في الأمر أن ما يتم عرضه وتخفيص سعره لا يتمتع بأي جودة تذكر أو نوعية جيدة ما خلا بعض اللوازم المدرسية كالدفاتر والأقلام، وهذه لا تشكل شيئاً من مجمل الحاجيات الضرورية المطلوبة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى وحتى لو لم تطلب مديرية التربية اللباس النظامي أو القرطاسية الكاملة فإن عبئا مادياً كبيراً يترتب على الأسرة في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار وبقاء الراتب الشهري يراوح في مكانه…
كل هذا جعل الأهل يتشاءمون مع بداية شهر أيلول وباتوا يطلقون عليه شهر الميمات؛ أي مازوت ومدرسة ومؤونة، ولم يعودوا يتغنون بأجوائه الرومانسية ومناخه الخريفي الذي يستهوي الكثيرين.