على قارعة عوز الطاقة وتعاظم حدة الأزمات الاقتصادية وتصاعد مؤشرات التضخم ألقت واشنطن بالقارة العجوز إلى مهاوي شح الموارد ونقص البدائل المتاحة في مساعيها للهيمنة والتفرد القطبي، ولوعلى حساب إدخال العالم كله في تفق مظلم، تصر دول الغرب الاستعماري على السير فيه مكبلة بالتبعية الأميركية.
والمثير للسخرية والتندر في ظل تأزم الأوضاع بالقارة العجوز أن يخرج مفوض الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل لتلميع وجه الحماقات المرتكبة وتبرير الخسارات تحت شعارات واهية، طالباً من الاوروبيين تحمل الصعوبات في الاشهر القادمة وأن يكونوا مستعدين لـ(دفع ثمن الحرية والأمن) !! .
فالمشهد الاوروبي يزداد قتامة وشبح العجز يخيم على الاجواء وشد حزام ترشيد استهلاك الطاقة يزيد الأوضاع سوءاً، ونفاد خزانات مؤونة طاقة الشتاء تنذر بالأسوأ، وحلول الفطام عن امدادات الطاقة الروسية عقيمة في ظل عدم توافر البدائل وانعدام الأرضية التي يبنى على أساسها تعويض فاقد حيوي وضروي للمواطنين والصناعات، وقطع حبل الإمدادات الروسية يخنق أوروبا، وعملية الاستعاضة حالياً مهمة مضنية و تكاليفها ضخمة تتطلب إنفاقاً سنوياً إضافياً لا يقل عن 170 مليار يورو لإنتاج طاقة متجددة على مدى 6 سنوات.
بين مدٍ أرعن بالإذعان للمشيئة الأميركية والإمعان في الحماقات المدمرة، وجزر في بعض المواقف ووضع اليد على مكامن الأخطاء القاتلة في السياسات التي تبنتها دول الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، تزداد الانقسامات حدة ويتوسع شرخ التنافرات، فالسجلات تدور في أروقة النقاش، والمحاولات عقيمة للخروج من عنق زجاجة الأزمة التي تنفخ أميركا في أوارها وتضغط على زناد تفجيرها.
آن لأوروبا ادراك انها تدفع فاتورة تبعيتها واثمان العته السيلسي والبلاهة الاقتصادية على حساب شلل اقتصاداتها واحتياجات مواطنيها وآن لسياسييها المنخرطين في لعبة الشرور الاميركية اجراء جردة حساب منطقية والاقرار بأنهم حطب في مرجل تمدد النفوذ الاميركي ، من يلتحف بأميركا لن يدفأ ومن يسر وراء غوايات هيمنتها يغرق في اوحال التيه والأزمات .