حينما نتطرق في حواراتنا الصحفية ونعرض قضايا المواطنين على بعض المسؤولين في الجهات المعنية ونكشف عن بعض مواطن الخلل هنا أو هناك، ينزعج بعض هؤلاء المسؤولين، وينبري بالقول مباشرة ((اجلس مكاني وأرنا كيف تحل الأمور)) وكأنه بذلك يتبع أسلوب الهجوم بدلاً من الدفاع.
ولهذا لو كنت مسؤولاً بدلاً من هذا المسؤول الذي يتهرب من الإجابة وإيجاد الحلول لقضايا المواطنين سأعتمد على وضع حلول من أرض الواقع وليس على الكرسي وخلف الطاولة، فحينما ننزل إلى الشارع نعيش المشكلة مع المواطن، وحينما نتخلى عن لقب ” أنا مسؤول – أنا مدير – أنا …. ” ونستبدل هذا اللقب بلقب ” مواطن ” نتعرف إلى حقيقة المشكلة.
ولو كنت مسؤولاً أقوم بجولات فجائية دون ترتيبات مسبقة على جميع المواقع ” مدارس – حدائق – وسائط نقل – أفران – مشافي – مراكز صحية – مديريات ومؤسسات – صالات السورية للتجارة … وغيرها من المواقع ذات الصلة بخدمات المواطن ” لأن الجولة الفجائية تكشف الحقيقة خاصة حينما يدخل هذا المسؤول بصفة مواطن وليس بصفة مسؤول.
ولانريد أن نتطرق كثيراً إلى هذه المواضيع، خاصة ونحن مقبلون على انتخابات المجالس المحلية، ولكن نأمل من هذه المجالس القادمة أن تمارس دورها في الرقابة على كافة المؤسسات، بعيداً عن أية ضغوط يمكن أن تمارس من هنا أو هناك، وأن يبقى المرشحون بعد فوزهم بعضوية تلك المجالس على تماس مباشر مع المواطنين الذين انتخبوهم، لا أن يجلسوا في مكاتبهم الفخمة وسياراتهم ” المفيمة ” ويكتفوا بحضور الجلسات كل شهرين مرة، هذا إن لم يتقدموا باعتذارات تحت حجج منها ماهو مقنع ومنها ماهو غير مقنع..