المتابع لمشهدنا الكروي يرى أن مفهوم العمل قد بدأ يدب في مفاصله هذا اعتباراً من هذا الموسم الذي بتنا على أبوابه ٢٠٢٢-٢٠٢٣، موسم العقود والصفقات ودمج الرياضة بالاقتصاد، أو لنقل هو الخطوة الأولى نحو ذلك.
كل أنديتنا باتت تحرص على الظهور بالشكل الافضل، شكل يناسب المرحلة القادمة، لأن جميع القائمين على المشهد الكروي أدركوا حجم تأثيره الهائل على الجماهير في أيامنا هذه ، كما أدرك الجميع أن الاقتصاد الرياضي واحد من أقوى الاقتصادات في العالم.
إذا كان الإدراك قد بلغ هذا المستوى فأين التقصير؟ سؤال مهم يحتاج لإجابة مفصلة، وأول تفاصيل الإجابة، أننا لم نعمل بعد على شخصية اللاعب، نحاول العمل عليه بدنيا وننسى شخصيته الفردية المستقلة، والقدرة على ضبطها سلوكياً داخل وخارج الملعب، وإعدادها ذهنياً كي تتعامل مع كل ماحولها بشكل يتم استثماره في الأوقات الحرجة داخل المستطيل الأخضر ، فهل تفعل أنديتنا هذا أم أنها مقصرة؟
كتفصيل آخر، فان استقرار النادي يعد شديد الأهمية كاستقرار شخصية اللاعب، شخصية جماعية للنادي تدعم الشخصية الفردية للاعب، وهذا الكلام ليس تنظيراً بعيد المدى، فإذا كان أليكس فيرغسون استطاع تطبيقه بحذافيره وقام بتغيير شكل الدوري الإنكليزي للأبد، فإننا نستطيع فعل ذلك ولو جزئياً.
هناك تفصيل جديد، وهو أن ثمة أندية لم تكتمل فنياً ونحن على أبواب الموسم، وثمة شيء ننساه دائمً ولا يلفت نظرنا في مشهدنا الكروي، أن النادي الضعيف وغير المكتمل في الدوري الممتاز هو كالتفاحة التالفة تعدي الصندوق كله نتيجة الاحتكاك المباشر.
فريق مكتمل ومستعد يصطدم من خلال مبارياته الأولى بعدة فرق هزيلة سيتأثر مستواه بالتأكيد، ففي كرة القدم تكون الفوضى عبارة عن عدوى وضعف المستوى عدوى.
تفاصيل أخرى كثيرة يغلفها ضجيج إعلامي رياضي مشوش على وسائل التواصل يجعلك لا تدرك الصحيح من الخطأ، لكنك إذا آمنت أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة واتجهت فعلاً إلى تصحيح رياضي يحمل كل مقومات التصحيح وعلى رأسها النية الصافية السليمة الخالية من أي مطمع، عدا رؤية دوري جميل فإنك ستنجح بل وستتفوق.