تتوالى فصول مسرحية الهستيريا الإسرائيلية التي لم تعد تؤكد حالة اللا توازن السياسي والنفسي التي باتت تسيطر على الكيان الصهيوني فحسب، بل باتت ترسم المسار التصعيدي المتدحرج الذي يصر العدو الإسرائيلي على انتهاجه خلال المرحلة الحالية والقادمة كانتقام و رد فعل على الاحباطات والإخفاقات الكبيرة التي لم تضرب إسرائيل وحدها، بل ضربت أيضاً حلفائها وشركائها الأميركيين والغربيين نتيجة التداعيات المستمرة للعملية العسكرية الروسية لمحاربة النازية الجديدة في أوكرانيا والتي أطاحت بحوامل الزعامة والهيمنة والغطرسة والقطبية الأميركية.
إسرائيل باعتداءاتها المتكررة على الشعب السوري تلعب بالنار وتدفع المنطقة والعالم نحو آتون حرب سوف تأخذ في طريقها كل الأهداف والطموحات الإسرائيلية والأميركية، لان ما تقوم به الأخيرة لا يتم إلا بدعم وشراكة وضوء من الولايات المتحدة التي تسير على ذات الطريق، طريق التصعيد وبث الفوضى والخراب والنزاعات وتقويض الجهود الدولية للتخفيف من حالة الاحتقان والانفجار التي تلف العالم، ليبقى السؤال الأبرز في هذا السياق، هل بمقدور الطرفين التحكم بمجريات الأمور في حال وصلت الأمور إلى طريق اللا عودة؟، وهل بمقدور الطرفين دفع فواتير وأثمان حماقاتهم واعتداءاتهم المتكررة على مختلف الجبهات وفي أكثر من مكان؟، مع التذكير دوماً بأن سياسة واشنطن بإغراق العالم بالنزاعات والحروب سوف تؤدي إلى طوفان سوف يبتلع الجميع دون استثناء!.
العدوان الإسرائيلي الجديد على الشعب السوري من شأنه أن يُشرع الباب على مصراعيه على كل احتمالات التفجير والذهاب باتجاه خيارات الضرورة التي سوف تقلب الطاولة فوق رؤوس الأعداء، والتي سوف تسرع من ولادة نظام دولي متعدد الأطراف تسوده النزاهة والعدالة والتعاون المشترك لإرساء الأمن والسلم الدوليين.