هو اللعب بالنار على طاولة السياسة.. عشاء الاتفاق النووي لا يمكن أن ينضج أميركياً دون أن توافق إسرائيل على تذوقه.. ولا يمكن أيضاً أن يبقى بايدن بعيدا عما يجري من انعكاسات بعد قمة طهران، لذلك يدفع بمزيد من النار في المنطقة وخاصة في سورية عله يشتم رائحة تناسب الأنف الإسرائيلي واللسان الأميركي الذي بدأ يجف مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية للرئاسة الأميركية.
بايدن ما قبل قمة طهران مختلف عما بعدها، فالرجل يقف على فوهة بركان بعد أن طالبته سورية وروسيا وإيران وتركيا أيضا بالخروج والانسحاب من سورية ..والكلام هنا يقترن بمقاومة شعبية مدعومة من الدولة السورية وحلفائها، لذلك بدأ الرئيس الأميركي استعراض العدوان بحجة استهداف إيران في دير الزور، وكثف الاجتماعات مع ميلشيات قسد وأمر التحالف الدولي بزيادة القواعد العسكرية خاصة في ضواحي القامشلي دون حتى أن يكرر هذه ذريعة داعش ومحاربته أو أن يذكرها.
الرئيس الأميركي بدأ يشعر بالتهديد الحقيقي في المنطقة خاصة، وهو يحمل ملف الاتفاق النووي ومحتار بالمكاسرة في شروطه وأصبحت أصوات الانفجارات في قواعده العسكرية غير الشرعية فوق النفط السورية على مقربة أكثر من أذنيه وصندوقه الانتخابي، لذلك قرر الهجوم للدفاع عن وجوده في الطاولة الدولية للمنطقة وإرضاء للرعب الإسرائيلي الذي يعبر عن نفسه من زيادة التصعيد والعدوان على سورية.
بالأمس (هنأ ) رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد، الرئيس الأميركي على الغارات الأخيرة التي شنها على سورية وربت بايدن على كتف لابيد بعد العدوان الإسرائيلي على سورية أيضا وشرب الاثنان نخب مايسمى (إعلان أورشليم ) الذي أقسم فيه الرئيس الأميركي على الالتزام بمصالح إسرائيل وتفوقها العسكري في المنطقة حتى لو وقع الاتفاق النووي، لكن طاولة السكر والعربدة لم تدم طويلاً، فقد رجفت يد بايدن مع تصاعد أصوات الانفجارات مجدداً من قواعده العسكرية في سورية، وهنا يبدو أنه سيسقط بيد بايدن الأخرى فإدارة صراعه في المنطقة باتت شبه مستحيلة من سورية .. فظل المقاومة الشعبية بات يقترب من احتلاله أكثر. فماذا سيفعل إذا هو خرج من الجزيرة وأقفل على نفسه خارج المنطقة.