العدو الصهيوني كان ولم يزل جزءاً أساسياً في منظومة العدوان والإرهاب على سورية، وهو المستفيد الأكبر من تداعيات الحرب الإرهابية، لتمرير مخططاته ومشاريعه الاحتلالية، وتكريس وجوده اللا شرعي، وهو يتدرج باعتداءاته الغاشمة على الأراضي السورية لمحاولة منع سورية من استعادة عافيتها، وتحييد دورها الفاعل والمؤثر، لما تشكله من حائط صد قوي أمام مشاريعه العدوانية في المنطقة.
العجز الإسرائيلي الواضح عن حماية ما تبقى من فلول الإرهابيين عبر الاعتداءات المستمرة، تترجمه حكومة العدو الصهيوني اليوم باستهداف البنية التحتية لمطاري حلب ودمشق الدوليين، في انتهاك سافر لكل القوانين الدولية التي تجرم استهداف المطارات المدنية وحقوق الطيران، ولهذه الاعتداءات أبعاد خطيرة تتمثل بتهديد حياة المدنيين من المغادرين والقادمين إلى المطارين، وبالتالي تعليق الرحلات الجوية، من وإلى سورية، وهذا يتصل بالحرب الاقتصادية وسياسة الإرهاب الاقتصادي، الذي تمارسه منظومة العدوان، بقيادة الولايات المتحدة.
الاعتداءات الإسرائيلية على مطاري حلب ودمشق الدوليين، تتشابه مع العدوان الغادر الذي تعرض له مرفأ اللاذقية التجاري قبل عدة أشهر، ما يعني الانتقال إلى مرحلة أخرى من ممارسة الإرهاب الدولي المنظم، فمثل هذه الاعتداءات تهدف لتشديد مفاعيل الحصار الغربي الخانق على الشعب السوري، وإضافة العدو الصهيوني المرافق المدنية- ومنها المطارات والمرافئ التجارية- إلى قائمة بنك اعتداءاته هو في الواقع عملية تكامل للأدوار بين أقطاب منظومة العدوان “الأميركي والتركي والأوروبي” في سياق لهاث تلك المنظومة لتدمير البنية التحتية للدولة السورية، لمنعها من استعادة تعافيها الاقتصادي، وعرقلة جهودها لإعادة الإعمار والبناء، وبالتالي إبقائها في دائرة الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية القصوى، باعتبارها البوابة الرئيسية لاستهداف محور المقاومة، ودول المنطقة ككل.
سورية أكدت مراراً بأنها ستدافع بكل الوسائل المشروعة عن حقها في صد الاعتداءات الإسرائيلية الغادرة، ومواصلة حربها على الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره، ودحر كل القوات الغازية المحتلة الداعمة لهذا الإرهاب، وهذا الحق تؤكد عليه كافة الشرائع والمواثيق الدولية، ولكن في المقابل، يتوجب على مجلس الأمن الدولي أن يتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين بإلزام الكيان الصهيوني التوقف عن اعتداءاته وجرائمه المستمرة، إذ أن تصعيده الخطير تجاه الأراضي السورية يهدد السلم والأمن في المنطقة كلها، ومواصلة هذا المجلس باتخاذ موقف الانحياز الواضح لصالح الدول الغربية المسيطرة على قراراته، وعدم إدانة الجرائم الإسرائيلية ومساءلة مرتكبيها، يضعه مجدداً بخانة التواطؤ، وبدائرة التشكيك بجدوى مهامه ومسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين.