بدلاً من وصولها إلى المشتركين تذهب هدراً لعدم توفر إمكانية ضخها.. مياه الشرب باتت أشبه بكابوس يقض مضع المواطنين في عاصمة المياه !!.
قرى و بلدات ومدن اللاذقية تعاني نقصاً حاداً في مياه الشرب .. في ظاهرة قل نظيرها .. كل يوم تخرج الجهات المعنية بتصريحات تقول بانحسار الأزمة.. و بذات الوقت يخرج المواطن يتحسر على ما سلف من الأيام .. حيث كانت الأزمة في حدود السيطرة نسبياً.
حيث كان هناك حاجة إلى الاستعانة بصهاريج المياه بين الحين والآخر .. أما اليوم فقد باتت الحاجة إلى الاستعاضة بتلك الصهاريج عن شبكات المياه الجافة من المياه.
عدداً كبيراً من المواطنين يشترون المياه بشكل دوري كل ثلاثة أيام بمبلغ وصل إلى ٤٠ ألف ليرة في كل تعبئة لملء خزانات منازلهم التي لا تتسع سوى لمتر مكعب من المياه!!.
و هذا إذا توفر الصهريج حين الطلب.. لأن اتساع نطاق عمل تلك الصهاريج جعل توافرها هي الأخرى عزيزاً !!.
الريف يعاني و الأحياء ضمن مدن المحافظة تعاني أيضاً .. لدرجة ذهب البعض إلى وصف المشهد بالحاجة إلى بئر من المال لتعبئة خزان المياه خلال الشهر !! لأن كل بيت مهما قنن و اقتصد في استخدام تلك المياه فهو بحاجة إلى خزان كل ثلاثة أيام.. و بالتالي يحتاج إلى عشرة خزانات.. مما يعني دفع نحو ٤٠٠ ألف ليرة في الشهر للماء!!.
هل أطلعت الجهات المعنية بشأن مياه الشرب في اللاذقية على هذا .. أم لم تسمع بعد بذلك ؟؟.
في مدينة جبلة موعد ضخ المياه في الخامسة فجراً لمدة ساعتين.. بتوقيت الكهرباء.. حيث يخرج الجميع إلى الأسطح لمراقبة خزاناتهم .. فيما يقوم البعض في النزول الى مداخل الأبنية لمراقبة مضخات المياه خوفاً من قيام أحد الجيران بإغلاق خطهم .. وضع غير مقبول .. و كل هذا الأمر يبقى مقبولاً قياساً بعدم قيام مؤسسة مياه الشرب بتوسيع أقطار الخطوط بما يتناسب مع ازدياد عدد الأبنية في أحياء المدن !!.
لأنه لو تم ذلك بشكل متوازي مع توسع الأحياء لكانت النتيجة أفضل.. حيث يتم ضخ المياه في الفجر لكن كمية المياه الواردة في الخطوط لا تفي بربع المطلوب.. و بالتالي لا يتمكن إلا عدد محدود من تعبئة خزاناتهم .. و البقية تذهب لشراء المياه بالصهاريج كما أسلفنا.
وللموضوع تتمة…..