وانطلق الدوري الكروي الممتاز بنسخته الجديدة، من حيث البعد الزماني فحسب، لكنها مازالت محافظة على تقاليدها وطقوسها المعتادة، فلا الشكل تغير، ولا أصاب المضمون شيء من التبديل، أما من ناحية القشور، فثمة الكثير من الألوان المضافة والرتوش المستحدثة، التي يحاول البعض من خلالها الإيحاء أن كثيراً من الأشياء ضربته رياح التغيير، نحو الأفضل،حسب زعمهم!!
لن نجلد اتحاد كرة القدم بسياط المسؤولية والتقصير، فقد اجتهد في العديد من النقاط، فأصاب في بعضها وأخطأ في بعضها الآخرلكن الأندية، ومجالس إداراتها لم تخرج قيد أنملة عن طريقة ونهج عملها، وأبقت نفسها في الدائرة الضيقة التي سقطت فيها، فآثرت السكينة على العمل، والخمول والكسل على البحث عن مخارج لأزماتها المالية المزمنة، واستمرت في دورها البائس في مسلسل الشكوى من ضيق ذات اليد، واستجداء أصحاب رؤوس الأموال، واستعطافهم بدعوى الانتماء، ليكونوا الخزائن التي تنفق على مستلزمات اللعبة، من عقود اللاعبين والمدربين وتكاليف اللباس والأدوات والتنقلات والإطعام إلى ماهنالك من متطلبات باهظة التكلفة المالية..
وفيما يخص عقود اللاعبين بالذات،لن نتفاجئ، إذا سمعنا عن حالات حرد وعدم الالتزام بالتدريبات،أو رفض السفر،لأن كثيراً من مقدمات العقود، وهي بأرقام خيالية سيكون عدم الالتزام بها،أو مماطلتها وتسويفها، مبرراً لإحجام اللاعبين عن الالتزام مع أنديتهم!!
فمن أبرم العقود ووعد بالإيفاء بها، ليس مجالس الإدارات،وإنما الداعمون الذين قد يديروا ظهورهم في أي لحظة! وليس ثمة مروحة للحلول الناجعة، فالأمر يتعلق بالاستثمار فقط،أو بتفعيل الاستثمارات التي تمتلك معظم أنديتنا إن لم نقل جميعها،منافذ عديدة ومتنوعة، كافية وحدها لتمويل نفسها بنفسها، ودون الحاجة،لمد يدها للآخرين،أو التذرع بضعف الموارد الذاتية والعوز والإملاق.