نستعيد ميخائيل ليرمنتوف الكاتب الروائي الروسي الشهير في توصيفه لسارق إنجازات الأبطال في روايته (بطل من هذا الزمان)، وهو ربما كان يستشرف واقع السياسيين العرب في الوقت الراهن وهم يكذبون ويحولون سلوكياتهم الدنيئة وخياناتهم إلى بطولات يتغنون بها ويجدون من يصفق لهم إمعاناً في إذلال الأوطان، فهذا وريث الطبقة السياسية المستجدة يستهين بسيادة وطنه ويفرط بأبسط المفاهيم السيادية وذاك يتغنى بتبعيته للخارج الرجعي، وآخر يعود ليطلق شعارات الكذب مستعيناً بالمال والإعلام لحشد المؤيدين في معادلة لا يمكن توصيفها ضمن علوم السياسة أو العلاقات الدولية أو القوانين الخاصة أو العامة ولا حتى القانون الدولي، فهو يستسلم بالكامل للقرار الرجعي، ويفرط بسيادة بلده خدمة مجانية مباشرة للعدو الصهيوني لا تخلو من الهوان والخيانة وهي لا تخفى على ذي لب، لكنها الظروف الدولية التي أوجدتها الإدارات الأميركية المتعاقبة من خلال قلب المفاهيم واستبدال الذل والتبعية بالعزة والكرامة والاستقلال، ومحاولة تأطير هذه القيم الخائبة ضمن منظومات وتكتلات ومحاور تجاهر باختراق ميثاق الأمم المتحدة وعدم الالتزام بالمعاهدات الدولية وممارسة مختلف أشكال العدوان من خلال توظيف المال للتدخل في الشؤون الداخلية للدول واختراق خصوصياتها وسيادتها وإظهار العملاء بمواقع الأبطال، فهل تنجح تلك المحاولات، وإن نجحت فما مدى إمكانية دوام نشرها وحشد المواقف معها؟
إنها جولة البغي والعدوان المرحلية، لكنها مجرد جولة لن يكتب لها الاستمرار بمواجهة الرؤية السديدة المتركزة في جوهر العروبة مع انكشاف تلك الأكاذيب يوماً بعد الآخر في ظل ثبات المواقف الوطنية المتأصلة.