تجسد انتخابات مجالس الإدارة المحلية في بعدها السياسي، الحالة الديمقراطية التي كانت ولا تزال تسبغ جسد الوطن وتتغلل في كل شرايينه وعروقه.
لكن في ما هو أبعد من الإطار السياسي لهذا الحدث السوري الهام، يظهر لدينا على الفور البعد الوطني الذي تمتد آثاره إلى خارج الحدود الجغرافية، ليجسد بارتداداته الوطنية فصلاً جديداً من فصول التحديات والإنجازات والانتصارات التي لا يزال يحققها شعبنا العظيم على كل المستويات رغم كل تداعيات الحرب الإرهابية المتواصلة بأشكال وصور عديدة – حصار وعقوبات وضغوطات واعتداءات واستفزازات.
إن المتابع لصيرورة الأحداث في سورية، لاسيما في المرحلة التي استعادت فيها الدولة السورية زمام المبادرة بعد تحرير معظم الأراضي التي دنستها واحتلتها المجاميع الإرهابية، لابد له أن يلاحظ حجم ومدى الإجرام والاستشراس الكبير التي تظهره قوى الإرهاب والاحتلال والاستعمار، خاصة الولايات المتحدة و”إسرائيل” والنظام التركي، من أجل نسف كل مقومات وحوامل الانتصارات التي حققها الشعب السوري والعودة بالأمور إلى حالة الخراب والدمار والتصدع الوطني والمؤسساتي التي كانت سائدة خلال مرحلة الحرب، لكن هذا الأمر لم ولن يحصل ولطالما راهنت على حدوثه تلك الأطراف التي اصطدمت بإرادة السوريين وقدرتهم على اجتراح المعجزات وصنع الانتصارات وإسقاط كل المؤامرات مهما كانت التضحيات والأثمان كبيرة وباهظة.
انتخابات المجالس المحلية هي امتداد لانتصارات السوريين وهي جزء لا يتجزأ من حالة الصمود والتعافي التي يعيشها الوطن، لذلك هي تشكل بأبعادها الوطنية والسياسية رسالة إلى كل أطراف الإرهاب والعدوان، بأن الشعب السوري ماض في طريق التحرير ودحر الإرهاب وطرد كل المحتلين والغزاة، ضمن بوتقة الهوية والانتماء والقيم والثوابت والوحدة الوطنية التي لا يمكن لأي كان العبث بها تحت أي ظرف من الظروف.