في الثقافة كما في سواها يحدث أن تختلف المواقف وتتنوع ردود الأفعال.. لكن ماهو متفق عليه هو أن سورية أرض الحضارات والتراث ومساكب الإنسانية منها ولد الفن الأصيل، ومنها خرج كبار الفن والفنانين.
في الأمس القريب احتفت مدينة دمشق بقدوم الفنان هاني شاكر آخر عمالقة الفن المصري في هذا الزمان .. وبعيداً عما سمعناه من أقوال سلبية كانت أم إيجابية .. الإبداع السوري سفير القلوب والألفة أكد أن النشاط الثقافي لم يتوقف لحظة واحدة حتى خلال أشرس عدوان على سورية بل بقيت صروحنا الثقافية شامخة وبقي روادها يأتونها بكل شغف..واليوم نرى ذلك على أرض الواقع من خلال المبدعين العرب الذين يأتون سورية..
في دار الأسد للثقافة والفنون كان المشهد واضحاً حول إمكانيات ثقافية وفنية وموسيقية سورية كبيرة .. فلانغالي إذا قلنا إننا نفخر كسوريين بما لدينا من عازفين ومبدعين زينوا الأوبرا بألحانهم وموسيقاهم الممزوجة بحضارة وتاريخ الثقافة السورية.
بعيداً عن الاحتفال ثمة ممارسات حضارية يقوم بها الشعب السوري على امتداد الوطن في كل مناسبة فهم لايملون ولايكلون ولم يترددوا من تقديم كل ماهو جديد لأنهم يدركون تمام الإدراك خلاص سورية وأن مايقومون به سيسجل في صفحات التاريخ وسجلات الشرف والكرامة والإباء.
السوريون بكيانهم المتماسك وثقافتهم وحكمتهم يسيرون في طريق الحياة لأنهم أبناء الحياة والجمال والفن الحقيقي.. يخرجون من محنتهم أكثر قوة وتصميماً على البناء المتكامل ليعودوا كما كانوا المبدعين المثقفين الشرفاء المخلصين القادرين على المبادرة والعطاء.
إنه الإبداع السوري.. سفير القلوب والألفة.