متى نفهم الساحرة المستديرة؟!

من الذي يلعب بالآخر أكثر، نحن أم كرة القدم؟ وما حجم تأثيرنا عليها مقابل حجم تأثيرها علينا؟ يبدو هذان سؤالين غير منطقيين ،إلا إذا قمنا بالإجابة عليهما بتجرد، والإجابة حتماً ستكون في صالح كرة القدم لا في صالحنا.

لا يتوقف تأثير كرة القدم علينا عند حدود الانفعالات من فرح بالفوز وحزن وغضب من الخسارة أو قلق واستثارة وخوف، إلى آخر الانفعالات التي تحدثها، فكرة القدم عملياً باتت اليوم تبرمج حياتنا على مزاج صانعيها كلهم، أي الأطراف المشاركة في تقديمها إلينا بدءاً باللاعب وصولاً إلى الممول والمستثمر.

ويكفي أن نعرف هذه الحقيقة بتحليل بسيط ليومياتنا، فجدول مواعيدنا الحياتية مرتبط بالمباريات أولاً، لا نقوم بأي نشاطات أخرى خلال المباريات، إذا كان لدينا عمل فإننا نؤجله، وإذا كانت لدينا مناسبة أو زيارة عائلية فإننا نلغيها، فجدولنا الزمني مرتبط بالمباريات قبل غيرها، وقد نكّون صداقات أو نخسر صداقات بسبب نادينا المفضل، ويصل تأثيرها علينا إلى التحكم بالمزاج بشكل عام وفي العلاقات الأسرية، فلا يوجد منا من يفضل مشاهدة المباريات مع عائلته، سيشعر بأنه فقد الكثير من الامتيازات إذا فعل ذلك ولم يحضرها مع “شلته” في المقهى المفضل حيث الضجيج والحماس.

كرة القدم قادرة على إحداث الانقسام بين الناس في كلّ خطوة نخطوها، بدءاً من المدرج الذي لا يقبل القسمة على اثنين، مروراً بالمقهى الذي لا يمكن أن يتشاطر ناحية منه أنصار الفريقين معاً، وصولاً إلى وسائل التواصل والإعلام الرياضي المقسم بشكل حاد جداً.

قد يظن الجمهور نفسه المستفيد الأكبر من فوز ساحق لناديه، فهو الذي حقق تشفيه بخصومه، واستمتع بإذلالهم ورد عليهم ثأراً قديماً، ولكن المستفيد الحقيقي هم صانعو الكرة من الذين داخل الملعب أو خارجه، حتى أولئك الذين يراهنون بالمبالغ الكبيرة عبر البورصات فإن استفادتهم ستكون هائلة من عدة أهداف راهنوا عليها.

كرة القدم صارت صناعة فنية تجاوزت صناعة الدراما والسينما والترفيه بكثير، إنها ترفيه ما فوق الترفيه، ومصدر للدخل القومي والفردي والمؤسساتي، إنها فعلاً الساحرة المستديرة التي لم نفهمها نحن السوريين بعد، بل وتفوق علينا في فهمها أقرب الدول لنا ممن لا يمتلكون خمسة بالمئة من المهارات التي نمتلكها ولا الشغف الجماهيري الذي نمتلكه فمتى نفهم الساحرة المستديرة؟!

 

 

آخر الأخبار
"تربية حلب" ترحب بقرار دمج معلمي الشمال في ملاكها شراكة في قيم المواطنة والسلام.. لقاء يجمع وزير الطوارئ وبطريرك السريان الأرثوذكس الاستثمار في البيانات أحد أعمدة التنمية معاون وزير الداخلية يبحث تأمين مقارّ جديدة للشؤون المدنية بدرعا انطلاق "مؤتمر  صناعة الإسمنت والمجبول البيتوني في سوريا 2025" محافظ دمشق: لا صلاحيات للمحافظة بإلغاء المرسوم 66 الملتقى الاقتصادي السوري - النمساوي - الألماني 2025.. يفتح باب الفرص الاستثمارية  تعزيز الصحة النفسية ضرورة  حياتية بعد الأزمات   "ملتقى تحليل البيانات".. لغة المستقبل تصنع القرار يوم توعوي للكشف المبكر عن سرطان الثدي في مستشفى حلب الجامعي أدوية ومستهلكات طبية لمستشفى الميادين الوطني  معمل إسمنت بسعة مليون طن يوفر 550 فرصة عمل  "التربية والتعليم" تطلق عملية دمج معلمي الشمال بملاك "تربية حلب"   مونديال الناشئات.. انتصارات عريضة لإسبانيا وكندا واليابان العويس: تنظيم العمل الهندسي أساس نجاح الاستثمار في مرحلة الإعمار  التحليل المالي في المصارف الإسلامية بين الأرقام والمقاصد تعاون سوري – سعودي لتطوير السكك الحديدية وتعزيز النقل المشترك شراكات استراتيجية تدعم التخطيط الحضري في دمشق تسهيل الاستثمار في سوريا بين التحديات الحكومية والمنصات الرقمية مواجهات أميركا مع الصين وروسيا إلى أين؟