برغم الإشارة أكثر من مرة حول هذا الواقع إلا أن الحالة التي يعيشها طلابنا في بعض المدارس باتت أمراً مقلقاً، فبعد مضي قرابة الشهرين على افتتاح العام الدراسي لاتزال العديد من المدارس تعاني نقص الكوادر التدريسية، فالصورة كانت جلية حين انصراف طلاب المرحلة الإعدادية الساعة الحادية عشرة في إحدى مدارس ريف منطقة مصياف، وعند السؤال والاستفسار كان الجواب لايوجد مدرّسون؟.
هذا الواقع نتفهمه بالتأكيد وندرك حجم الصعوبات التي تعاني منها وزارة التربية ومديرياتها في المحافظات ريفاً ومدينة، وهي التي لاتتوانى عن إصلاح الحال والأحوال.
وتالياً لا تستقيم العملية التربوية مالم يكن الكادر التدريسي مؤمناً بشكل كامل للمراحل جميعها، فلم يعد مقبولاً أن تبقى ظاهرة الخلل قائمة في هذا الجانب لناحية نقص المعلمين والمعلمات والمدرسين والمدرسات.
ولعلّ السبب عند البعض هو عدم توافر المواصلات وخاصة في الأرياف مايضطر البعض منهم ومنهن المخاطرة بالحياة إذا ما مر بالصدفة صاحب “موتور أو بيك آب “عابر وما أدراك ما في النفوس اليوم..
وإذا حالفه الحظ أياماً معدودات في الصباح فإنه يهرب ظهراً ليكون الانتظار والملل والتعب سيد الموقف.
فلامبرر ربما هنا للخروج من هذا العمل والسلوك اليائس إلا بإجراء التوزيع الصحيح في خريطة توطين التعليم بعيداً عن الواسطات والمحسوبيات خاصة وأن هناك العديد من المسابقات على مستوى التربية تم فيها قبول المئات بل الآلاف من مجموع المتقدمين إلى جانب إعادة إحياء معاهد المدرسين هذا العام.
مانراه ونشاهده مشكلة حقيقية تتفاقم يوماً بعد يوم ما يؤثر على مسار العملية التعليمية والتربوية، ولاسيما أننا على أبواب الشتاء الذي يشفع للبعض التقاعس وعدم الالتزام بالواجب، فيما الأمانة تقتضي الإيثار والعمل والقدوة شرط تلافي الثغرات وتهيئة جميع الظروف المناسبة، والتي عمودها الأساس مديريات التربية، ومسؤولو المجمعات التربوية.