حدائق حمص العامة عقود واستثمارات متأخرة حرمت الرواد مــــن المتنفــــس المجانـــــي

الثورة – تحقيق:سلوى إسماعيل الديب
معاناة حي عكرمة الجديدة تشبه معاناة العديد من أحياء مدينة حمص حيث تحولت الحدائق العامة فيه لإشغالات واستثمارات، وأغلقت بعدة أشكال وطرق، وتحولت إلى كفتريات ومطاعم، ليضيق الأمر بالمواطنين الذين لم يعد لديهم أي متنفس مجاني يلجؤون إليه بأيام الحر والعطل بعد أن أصبحت جميعها مأجورة.
استثمارات بالجملة
وكان للثورة جولة في المنطقة، والتقينا عدداً من سكان الجوار ومع المعنيين لنتعرف على طبيعة المشكلة.
والدة الطفل «علي» الذي كان يلهو في ركن مهمل من الحديقة قالت: تحويل أغلب الحدائق لاستثمارات وأماكن مأجورة خلق لدينا مشكلة نحن أصحاب الدخل المحدود، وبظل الضائقة الاقتصادية التي تمر بنا، حيث يصل أجر الطاولة لخمسة آلاف ليرة، والكرسي ألف ليرة، يضاف إليها ما نطلبه من طعام أو شراب من المستثمر، بينما كنا سابقاً، نأخذ احتياجاتنا من المنزل ونفترش الأرض ويلعب الأطفال حولنا من دون أن نتكلف مادياً، فكما ترون يوجد في الحديقة الواحدة أكثر من استثمار مثل الحديقة التي أمام سوبر ماركت البتول في حي عكرمة الجديدة حيث يوجد مدينة للألعاب مأجورة نعجز عن دخولها، وإلى الغرب في الحديقة نفسها هناك مطعم قَسَمَ الحديقة إلى جزأين شرقي وغربي، ولا ننسى الحديقة التي أمام تجمع مدارس قتيبة من جهة الشمال التي تحولت أيضا لمأجورة أما من جهة الشرق فكان يوجد حديقة صغيرة كذلك سورت وتحولت إلى مطعم، نحن المواطنون المقيمون في المنطقة نشعر بأننا محاصرون نحن وأولادنا ..

منشآت سياحية

وأشار «أميل السوقي»لمعاناتهم عند قدومهم في فترة العصر حيث كان في الحديقة أكثر من 30 مقعداً، وهي غيرموجودة الآن، وأضاف: كما ترين نجلس على السور حيث تحولت الحديقة لمنشآت سياحية مأجورة، ويعاني أولادنا من عدم قدرتنا على إدخالهم لمدينة الألعاب فأي لعبة تبلغ تكلفتها ألف ليرة حيث ليس لدى المواطن القدرة على إدخال أبنائه إليها.
وأكد جاره على الضيق الذي يحس به المواطن من إغلاق الممر بين الحديقتين، ومما يحدث، حيث كانت الحدائق العامة متنفساً للمواطن وأولاده، ومن تخوفهم أن تتحول بقية الحدائق لاستثمارات.
أين مصلحة المواطن؟

والشكوى ذاتها تكررت في بقية حدائق المنطقة حيث تحولت الحديقة التي أمام المشفى الطبي الجراحي لمطعم، ولم تترك أي فسحة كحديقة عامة حتى لو كانت مساحتها ثلاثة أو أربعة أمتار إلا وحولت لاستثمارات.
ولسان حال الناس يقول: أين تكمن مصلحة المواطن في مشروعات كهذه..؟؟

عقود قديمة

التقينا رئيس مجلس مدينة حمص «عبد الله البواب» ليبين لنا ما يجري، فأشار إلى العقود القديمة التي أبرمت قبل تسلمهم، فقد كان الجزء الغربي من المدينة مغلقاً، ولا يمكن الوصول إليه، وخاصة شارع الملعب البلدي الذي كان غير آمن، حيث أعطت البلدية في ذلك الوقت استثمارات في هذه الأحياء خصوصاً منطقة عكرمة، المكتظة بالسكان، وتدب فيها الحياة.
المحافظة على العقود

وأضاف البواب قائلاً: عندما جئنا كانت هذه الاستثمارات قائمة، ومن غير المعقول أن نلغي العقود السابقة المبرمة، فنحن استمرار لمن قبلنا في البلدية، حيث قمنا بالمحافظة على العقود وإجراء توازن سعري، وأخذنا أسعار جديدة، إضافة لما نمر به في الظرف الحالي من سوء وضع الكهرباء، التي تأتي لمدة ساعة فلا نتمكن من إرواء الحدائق مثل: حديقة عكرمة المقابلة لمول البتول، في وقت من غير الممكن تركيب غطاس في كل حديقة، وعداد ومولدة لضخ المياه في الحديقة.
يقوم المستثمر حالياً بهذا الدور من صيانة الحدائق وإنارتها، مع وجود جزء مجاني، المستثمر ملزم بتقديمه للمواطنين، وألعاب مجانية، مقابل الجزء المأجور الذي يقوم باستثماره.

كادر العمال هرم

وقد انخفض عدد عمال الحدائق، بسبب عدم تعيين أي عامل منذ عام 2006، أصبح الكادر لدينا هرم وبأعمار كبيرة بينما يحتاج العمل في الحدائق لفئة الشباب، ليتمكنوا من عمليات عزق الأعشاب وقص الأشجار، ولم يتم تعيين سوى عدد قليل من العمال خلال المسابقة الأخيرة، علماً أن العقود الموسمية لا تفي بالغرض بسبب عدم الاستمرارية في العمل، فهي فقط في فصل الربيع لإزالة الأعشاب خوفاً من اندلاع الحرائق أما موضوع الصيانة فصعب، فمثلاً لدينا في الوعر 60 بئراً في 60 حديقة أي أنه يجب أن لا يقل عدد الحراس عن ثلاثة على الأقل على مدار الأسبوع، إضافة لعمال الصيانة، وينسحب الأمر على حدائق عكرمة، وتكمن المشكلة بنقص العناصر أولاً، ولحاجتنا إلى للعائدات لكون تمويلنا ذاتياً، حيث اضطررنا لإعطاء بعض الحدائق كأشغال صيفاً، وهذا سبب إغلاقها، حيث ارتفع رسم الإشغال من 200 ليرة ليصبح 3000 ليرة أي أصبح مجدياً، ويؤمن ريعاً جيداً لمجلس المدينة، إضافة لحماية المسطحات الخضراء.

آخر الأخبار
قطرة دم.. شريان حياة  الدفاع المدني يجسد أسمى معاني الإنسانية  وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً