حرب الشرق

تحدثنا في مقال (عملاؤنا الغربيون) سابقاً عن العميل البريطاني جونسون المجند لمصلحة الاستخبارات الروسية، الذي ظل متخفياً، وخدع البريطانيين حتى وصل إلى منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة. الآن يتحدث لافروف وزير الخارجية الروسي عن الشركاء الغربيين.

شركاء أبدوا حرصهم على العمل مع روسيا لإيجاد حل للأزمة في سورية.. بينما هم اليوم يناصبون روسيا العداء. حين كانت الحرب على الأرض السورية؛ لم يعيروا اهتماماً لعدد الضحايا السوريين، مدنيين وعسكريين. ولا إلى الخراب الذي أحدثته فيها الحرب الجائرة.

في سورية كانت بريطانيا تشارك الحلفاء، في قصف وتدمير البنى التحتية، بحجة محاربة الإرهاب.. خشية انتقاله إليها أو عبرها.. وكثير من الإرهابيين كانوا يأتون من بريطانيا ذكوراَ وإناثاً، يدخلون سورية بشكل غير شرعي، أغلبهم يدّعي أنه إعلامي (لإنجاز فبركات عدائية).

كل من نصبوا أنفسهم شركاء لحل الأزمة في سورية، وادعوا الحيادية، تبين فيما بعد أنهم في مصاف أعداء سورية. ها هي سويسرا أسفرت عن عدم حياديتها تجاه سورية ودستورها، الذي يناقش في جنيف. لأن حرب الشرق لم تعد تعنيهم على الأرض السورية، هي الآن في أوكرانيا.

يقول لافروف كان الغربيون شركاء لنا في البحث عن حلول للأزمة في سورية، الآن يناصبون روسيا العداء. فيتالي نعوم كين رئيس معهد الاستشراق، يقول بشكل واضح: حرب أوكرانيا هي حرب الشرق والغرب معاً.. فالغربيون يتواطؤون مع بعضهم في محاربة وحصار روسيا.

الدول الضامنة على طاولة حل الأزمة، إيران روسيا وتركيا، ليست جميعها ذات نيات صادقة حين مناقشة الوضع السوري، وإن حضرت الجزائر الإمارات البحرين ونيروبي.. لذا لا توافق سورية أن يكون الحل على غرار الطائف، وتطلب أن تكون الطاولة على أرض دمشق.

حرب الشرق كما يسميها السياسيون، المنتقلة من سورية إلى أوكرانيا لن تهدأ نارها مادامت أميركا والصهيونية العالمية وبريطانيا، تمد لها أصابع السعار لتزداد اشتعالاً.. تراها تتحول إلى حرب عالمية ثالثة كما بعض التوقعات.. وإلى أي مدى يتم تأثيرها على مستقبل العالم.

كيف ما شاء لها أن تكون، الحتمي فيها تبدل خارطة العالم إن لم يكن جغرافياً فسياسي. لافروف في آخر اجتماع للأمم المتحدة، أعلن وبقوة واضحة أنه لا يمكن لدولة واحدة الاستبداد بمقاليد العالم والخضوع لأوامرها، فهذا مناف لمبدأ السيادة الذي هو أصل ميثاق الأمم المتحدة.

إلى أين تذهب حرب الشرق وإلى أي اتجاه تسير.. الأمر رهين الأيام القادمة.. في مواجهة العقل الغربي المهيمن على العالم اليوم. والذي يجمع بين الجشع والطمع، والأثرة وحب المال والاستحواذ عليه بشتى الطرق.. بالاعتداء والسلب، أو العدوان والضغط على الشعوب لقهرها.

القاسم المشترك فيما أنتجه الفكر الغربي الذي يمارس اليوم، أساسه التناحر للمصلحة البحتة فاللأخلاق والشهوة؛ منظومة حقوقية تسود العالم، ومنصة قائدة؛ كما نشرها فرويد للعالم. أما نحر الأمم وقتل الناس والاستخفاف بالدم البشري، فرائداها في التاريخ ماركس وداروين.

غياب وتغييب الأخلاق أرادوها منظومة تتسيد العالم، لهتك القيم، وتعظيم الفرائض اللا أخلاقية، ذاك هدف حكام العالم، ما يسهل عليهم قيادة الشعوب. حين تسبح على أرض هلامية لاهي تغرقها بطوفان نوح أو فرعون.. ولا هي مستقرة كرجل فضاء وطئت أقدامه القمر..

ذاك هو العالم المنشود الذي يسير لحتمية نهايته، كما كتبه هنتكتون.. فإلى أي مصير يذهب كوكبنا ومن عليه، وهو يحيا أتون حرب الشرق..

 

 

آخر الأخبار
قطرة دم.. شريان حياة  الدفاع المدني يجسد أسمى معاني الإنسانية  وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً