حياةٌ عارية..

ورد على لسان إحدى شخصيات مسلسل درامي يُعرض حالياً: “البشاعة التي حول الإنسان من الممكن أن تغيّره، وكذلك الحب”..

إذا كانت البشاعة هي السائدة، وتحيط بنا من كل الاتجاهات، فكم نحتاج من كميات (حبّ) كي نشلّ حركتها وتأثيرها..؟

كيف نستمر دون أن نحصل على توازن يمكّننا من متابعة يومياتنا..؟

بالنسبة للبشاعة تلك التي ترافق الحروب، كم نحتاج إلى أطنانٍ من الحب لطمرها ووأد ملوّثاتها..؟

أيضاً نحتاج إلى كميات هائلة من الجمال لإعادة صياغة العيش وفق قواعد الفطرة الآدمية وبساطتها.

الفيلسوف الإيطالي جورجيو أغامبين، نبّه في أحد مؤلفاته، إلى أن اليونان القدماء كانوا يميّزون، للإشارة إلى معنى “حياة”، ما بين كلمتين، الأولى (زوي) وتعني مجرد حياة، أو الحياة العارية، أو الإنجابية الطبيعية، والثانية (بايوس) بما تعنيه من شكل مؤهل للحياة، أو طريقة الحياة الخاصة بالبشر.. أي (العيش)..

وبالتالي تم التفريق والتمييز بين معنى أن نحيا، ومعنى أن نعيش..

البشاعة، بكل بساطة، تقلب عيشنا لمجرد حياة..

بعد سنوات من حرب، ما نسبة عيشنا إلى ما نحياه يومياً..؟

ترتبط البشاعة بالشرّ وبكل ما هو سلبي.. وليست محدّدة فقط بقبح الشكل الظاهري.. فثمة بشاعة غير ملحوظة بصرياً، وليدة الفعل والتصرف..

إنها تلك التي ترتبط بتشوّه السلوك الإنساني وانجرافه نحو السلبي والسيىء أكثر بكثير مما ينحاز للإيجابي والخيّر..

وغالباً تصبح طافية على سطح مختلف الأفعال اليومية بعد الأزمات والحروب..

كأنما الحرب هي سوقٌ لبيع البشاعة، وتكريس حضورها.

اللافت، أن قول تلك الشخصية يذكر الحب على الطرف المقابل للبشاعة، ولم يتم ذكر الجمال.. وكأنها على ثقة أن الحب هو أكثر من علاج فعال ضد مختلف أنواع القبح.. ومضاد قوي للبشاعة.

ربما لا نملك مقياساً لقياس دقة التغيّر الذي طال أيّاً منا خلال السنوات الحرب..

لكن ثمة إحساساً بنوع من بشاعة لامرئية.. خبيثة.. عشّشت في تفاصيل يومياتنا.. تمدّدت وتكاثرت.. وتطاولت على نفسياتنا وأمزجتنا.. وكل ما له صلة بطيب عيشنا السابق.

نحتاج لكثيرٍ من بذور الحبّ.. لزراعتها في تربة عيش قاحلة، أفسدتها البشاعة ولوثها القبح.

 

آخر الأخبار
قطرة دم.. شريان حياة  الدفاع المدني يجسد أسمى معاني الإنسانية  وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً