كلما حلت ذكرى النصر في تشرين التحرير عبق المجد بالوجدان، واطمأنت الأفئدة، إن النصر إعجاز سوري، وإن أبناء وأحفاد من صاغوا ملاحم العزة والكرامة في تشرين، نهلوا من منابع الفداء وتزودوا من معين الإباء، يكملون اليوم رصف حروف أبجدية الانتصارات على صخور الوطن وعلى اتساع جبهات معاركهم مع المعتدين والمحتلين، ليبقى وطنهم عزيزاً شامخاً لا تنال من ثباته عواصف إرهابية، ولا تطول شموخه حراب متآمرين ومحتلين.
في الذكرى التاسعة والأربعين لحرب تشرين التحريرية، لا نستذكر من صنعوا الإنجاز الأسطوري فهم حاضرون لا تغيب شمس إنجازاتهم وبطولاتهم مداد حبرنا ومآثرهم خالدة فينا ما حيبنا، وقدسية تضحياتهم زادنا ونبراس هدينا ومنارة انتصاراتنا وذخيرة عزتنا التي لن تنضب، فهذه الأرض أعطت دروس الفداء وصاغت ملاحم الفخار المسطرة في سفر المجد السوري وهي البوصلة لتحرير الأرض ودحر الغزاة والمحتلين وأدوات إرهابهم.
ولأن سورية قلب العروبة النابض ورافعة المقاومة ودرعها المتين، لم تهدأ يوماً الحملات الشرسة لاستهدافها وثنيها عن مواقفها الوطنية والقومية فزاد العصف الارهابي بكل انواعه وزاد بالمقابل ثبات السوريين وقبضهم على جمرات حقوقهم مسترشدين بأقوال القائد المؤسس حافظ الأسد الذي استشرف المستقبل وصاغ عقيدتنا المقاومة لصون الحقوق وتحرير الأرض: “كما كانت ملاحم تشرين والجولان قاسية، فستكون ملاحم المستقبل، بل يجب أن تكون أشد عنفا وأكثر قسوة، فالمعركة معركة مصير، والعدو طامع بأرضنا، وأرضنا مقدسة، ولن نسمح بتدنيسها، وقد نذرنا أنفسنا وكل ما نملك للدفاع عنها، وحددنا طريق الاستشهاد طريقاً لتحقيق ذلك”.
فعلى هدي التحرير في تشرين ووفق بوصلة دحر الغزاة والمحتلين وأدوات إرهابهم عن الأرض السورية تعزف بنادق بواسل جيشنا انشودة التحرير وألحان الفداء والبذل المقدس، وعلى اتساع جغرافية الوطن يفرد جيشنا البطل أوراق انجازاته تحريراً وتطهيراً وصوناً لوحدة الأرض، رافعين علمنا الوطني كما رفعه قائد التشرينين يوم حُررت القنيطرة من رجس العدو الصهيوني، ليرفرف خفاقاً في كل مكان تطؤه أقدام حماة الديار الذين يستكملون مهام التحرير ودحر الإرهاب بهمة لا تفتر وتصميم لا تخبو شعلته خلف قيادة رشيدة وسديدة للسيد الرئيس بشار الأسد ربان سفينتنا إلى بر الأمان والانتصارات والتعافي والنهوض الخلاق.