سفر الختام – الأصحاح الثامن والعشرون الموت المتسلسل..

 

توفي “أمس” صديقي قمر الزمان علوش.. غروب كوكب آخر من فضاء حياتي.. لم تكن علاقتنا في المرحلة الأخيرة على تلك الدرجة من الحميمية.. لكني أحسب أنها كانت على درجة من المحبة.. إن لم يكن الأمر كذلك.. فهي بأقل معيار و في أحسن حالات سوء الظن لم تكن ولا ليوم واحد، تنافراً أبداً.. وبالتأكيد حتى ولا غضب.. إنما هي عانت مثلما عانى كل شعاع في هذا الكوكب الذي أظلم.. من انحسار الضوء و تراجع الرؤيا..

أنا وقمر من المواليد نفسها 1948.. تعرفت عليه إبان خدمة العلم 1973 – 1976 وعملنا معاً في صحيفة الثورة.. و حتى يوم عملنا أحدنا في الثورة و الآخر في تشرين كنا معاً.. رفقة وزمالة وصداقة.. وفهم للحياة مشترك وتفاهم معها متقارب

غربتنا الحياة لمسافة موضوعية ومنطقية عاجزة أن تجعل روحي تسقط وجود قمر من حياتي.. إنما انكسرنا.. دعني أقول انكسرت.. ومن خلال متابعتي لطيف قمر أظنه انكسر أيضاً..

لا معنى لأي كلام وقد جاء الموت.. هو يريح من يختارهم من كل عذاباتهم.. لكنه الموت.. رحم الله ميخائيل نعيمة.. الموت يقدم أسوأ الحلول وأجداها.. لا يبقي هماً لمهموم.. وعندما يدرك الأحبة، من مختلف درجات الحب.. يقدم لنا الحل.. !!

إنه يميتنا بشكل متتابع.. أومتسلسل، على مبدأ الرؤية الفنية للسينما الأميركية.. بإبداعها أفلام القتل المتسلسل..

نحن نموت بالتدريج.. تموت أعضاء جسدنا.. تموت وظائفه.. تموت حواسه.. وكله بالتدريج.. و يموت نجوم فضائنا.. و تتساقط كواكبه وأقماره.. وللموت كل الحق أن يزعم أنه بذلك يسهل علينا القادم لا محالة..

يقول جبران خليل جبران:

إن هول الموت وهم ينثني طيّ الصدور

فالذي عاش ربيعاً كالذي عاش الدهور

هل نحن نواسي أنفسنا بمثل هذا الشعر الجميل؟ .. هل كان جبران يواسي نفسه..؟ و ماذا يقول نجيب حنكش ملحناً.. وفيروز مطربة.. علماً أن هذا المقطع لم تغنه فيروز؟

لا فلسفة للموت.. فهو حكم الواقع والحياة.. ومن المقيت الحديث فيه ونحن في أزهى مواسمه..

نتحايل على أرواحنا لنقبل فكرة الموت.. وتدعمنا الحياة بالموت المتتابع لتقنعنا.. أن الموت هو نهاية الحياة.. وهو جزء منها رغم أنه نقيضها..

كل حي سيموت.. فليرحمنا الله.

 

 

آخر الأخبار
مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة تأمين الدعم اللازم في درعا للمهجرين من السويداء عندما تكون الـحوكمة خياراً.. خبير اقتصادي لـ"الثورة": ضرورة لتعزيز التنافسية والاستقرار الاقتصادي "الأشغال العامة": خطة شاملة للإعمار والتنمية في إدلب الثقافة المؤسسية وحب العمل.. رافعة بناء سوريا بعد التحرير كل شيء عشوائي حتى المعاناة.. الأسواق الشعبية في دمشق.. نقص في الخدمات وتحديات يومية تواجه المتسوقين قيمة الليرة  السورية تتحسن و الذهب إلى انخفاض مجزرة الغوطة.. العدالة الغائبة ومسار الإفلات من العقاب مستمر التعاون مع "حظر الكيميائية" يفتح نافذة حقيقية لتحقيق العدالة في مجزرة الغوطة مجلس التعاون الخليجي: مواصلة تعزيز مسارات التعاون مع سوريا  أكرم عفيف لـ"الثورة": الفطر المحاري مشروع اقتصادي ناجح وبديل غذائي منبج.. مدينة الحضارات تستعيد ذاكرتها الأثرية مجزرة الغوطة.. جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم  حين اختنق العالم بالصمت.. جريمة "الغوطة الكيماوية" جرح غائر في الذاكرة السورية