الثورة ـ هفاف ميهوب:
في الكتب، يجد الإنسان قيمته ومعناه وجدوى حياته، فكلّما أبحر في عالمها، وغاص أكثر في أعماقها، شعر بامتلاءِ عقله وروحه، وبنضوج وعيه واتّزان كلمته..
فيها.. يحلّق بأجنحة الخيال، ويطوف العالم بأكمله، ليعود محمّلاً بكنوز المعرفة التي تقيه شرور الجاهل، ومساعي العدوّ لاستلابه..
نعم، هذا ما تفعله الكتب في الإنسان.. طبعاً الذي يختار الحياة بها، لا الموت بعيداً عن كونها.. الأخلاق التي ترتقي به، والعقل الذي ينطق بحكمته.. القوة التي تلازمه، والكمال الذي يجمّله..
لأجل كلّ ذلك، ولأننا تعرّضنا لحربٍ لم تنته بعد أسلحتها الجاهلة والظلاميّة، نواصل المواجهة بالسعي الدائم لردّ ما نتعرّض له من استلاب، وعبر معارضٍ ثقافية، نُشهر فيها دوماً سلاحنا الكتاب..
إذاً.. «نقرأ لنرتقي»..
إنه شعار المعرض الذي أقيم اليوم، في مكتبة الأسد الوطنية، ليكون شعار الكاتب والأديب السوري المغترب «يعقوب مراد»: «نقرأ لنلتقي»ّ..
هذا ما قاله «مراد» الذي أتى من بلد اغترابه «السويد» ليشارك في المعرض، وليقول لنا موجِزاً، وقبل افتتاح المعرض بلحظات:
«كلّما أقيم معرض للكتاب في دمشق، طرت إليها لأقطف من ياسمينها، وأهديه للأصدقاء حيث مكان المعرض..
آلمني عدم تمكّني من الحضور، لدى انتشار وباء كورونا، ومنع السفر وتوقف النشاطات.. لكن، ها أنا اليوم في قلبها.. أعانقها فتهديني عافيتها، لأسارع وأهديها كتبي مع حبي..
فرِح أنا بهذا المعرض.. ممتنٌّ لقدرته على جعلنا نلتقي.. ليس مع الكتب التي نحيا بكلماتها فقط، بل ومع أصدقاء الثقافة والفكر والأدب والفن والموسيقا. أيضاً، مع زوّار المعرض، أبناء بلدي الذين أفخر بهم، مثلما بهذا الصرح العظيم.. مكتبة الأسد الوطنية التي أترك فيها، وفي كلّ مشاركة لي بمعرضٍ للكتاب، توقيعي مع الحب.. كل الحب..
