الثــــورة:
قديماً، اعتاد البشر على استخدام سحب الدخان والطبول وآلات النفخ البدائية؛ للتنبيه عن حالات الخطر. ومع انتشار التجارة العالمية وحركة الاكتشافات الاستعمارية، كان البحارة يستخدمون الأعلام الحمراء فوق سرايا السفن لجذب انتباه السفن القريبة؛ لإنقاذهم من الغرق.
ومنذ اختراع التلغراف اللاسلكي واستخدام موجات الراديو القصيرة والمتوسطة في إرسال وتسلّم الرسائل في السفن التجارية والحربية أواخر القرن التاسع عشر، بالتأكيد سمع الكثير منّا عن ذلك المختصر لطلب النجدة SOS.. لكن هل تساءلتم ذات مرة.. ما معنى إشارة الـSOS؟
ان SOS هي إشارة استغاثة، لكن ما الذي ترمز إليه في الواقع؟
يعتقد الكثير من الناس أن SOS هي اختصار لعبارة save our souls “أنقذ أرواحنا” أو save our ship “أنقذ سفينتنا”. لكن في الواقع، فإن هذه الحروف لا تعني في الواقع أي شيء لهاتين الكلمتين، أو غيرهما من المسميات التي قد نستشفها من الأحرف الثلاثة SOS.
أصبح الاستخدام العملي للتلغراف اللاسلكي ممكناً بواسطة “غوغليلمو ماكروني” في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر. حتى ذلك الحين، كانت السفن الموجودة في البحر خارج النطاق المرئي معزولة إلى حدٍ كبير عن الشاطئ والسفن الأخرى. استخدم التلغراف اللاسلكي شفرة مورس لإرسال الرسائل.
شفرة مورس هي طريقة “للتنصت” على الحروف باستخدام سلسلة من النقاط (إشارات قصيرة) وشرطات (إشارات طويلة). إنها مصممة لتكون سهلة التواصل. يحدث أن ثلاث نقاط تعني أيضاً “S” وثلاث شرطات تعني “O” في أبجدية شفرة مورس.
بحلول عام 1904، كان هناك العديد من السفن البريطانية عبر المحيط الأطلسي المجهزة باتصالات لاسلكية. في إنجلترا، كانت المكالمة العامة على السلك الأرضي هي “CQ”. وكان يسبق “CQ” إشارات الوقت والإشعارات الخاصة. تم اعتماد “CQ” بشكل عام بواسطة محطات التلغراف والكابلات في جميع أنحاء العالم. وباستخدام “CQ”، تتلقى كل محطة رسالة من إرسال واحد. وبطبيعة الحال، ذهب “CQ” مع المشغلين إلى البحر واستخدم بالمثل لإجراء مكالمة عامة. تم اعتماد علامة “جميع المحطات” بعد فترة وجيزة من ظهور اللاسلكي من قبل كل من السفن والمحطات الساحلية.
في عام 1904، اقترحت شركة Marconi استخدام “CQD” لإشارة استغاثة. على الرغم من أنه من المقبول عموماً أن تعني “استغاثة احضر سريعاً”، إلا أن هذا ليس هو الحال. وهي نداء عام، “CQ” متبوعة بـ”D”؛ أي استغاثة.
في مؤتمر برلين الثاني للتلغراف الراديوي 1906، تمت مناقشة موضوع إشارة الخطر مرة أخرى. تلا ذلك مناقشة مستفيضة، وتم اعتماد SOS أخيراً. كان التفكير هو أنه لا يمكن إساءة تفسير ثلاث نقاط وثلاث شرطات وثلاث نقاط. كان من المقرر إرسالها معاً كسلسلة واحدة.
وينص كتاب “ماركوني” السنوي للتلغراف والاتصالات الهاتفية اللاسلكية لعام 1918 على ما يلي: “تم اعتماد هذه الإشارة [SOS] ببساطة بسبب إشعاعها السهل وطابعها الواضح. لا يوجد دلالة خاصة في الحرف نفسه، ومن الخطأ تماماً وضع نقاط توقف بينهم. جميع التفسيرات الشائعة لـSOS أو “Save Our Ship” أو “Save Our Souls” أو “Send Out Succor” هي ببساطة غير صالحة.
كان على المحطات التي تسمع نداء الاستغاثة هذا أن تتوقف على الفور عن التعامل مع حركة المرور حتى تنتهي حالة الطوارئ، وكانت ملزمة أيضاً بالرد على إشارة الاستغاثة.
اليوم، هناك العديد من الطرق الأخرى للاتصال بالمساعدة، بما في ذلك قنوات الراديو المخصصة، مع أجهزة إرسال خاصة يمكنها طلب المساعدة بضغطة زر بسيطة؛ في حالة وقوع حادث في البحر.