الملوثات التي تعاني منها مدينة طرطوس تغزو البيوت والنفوس .. تضر بالبشر و الحجر و الشجر وسط غياب الجهات المعنية عن هذا الخطر الذي يتعاظم يوماً بعد آخر…
من معمل الإسمنت الذي يغزو غباره كل ما هو حي في القرى المجاورة و التي باتت منغصات حقيقية للسكان مع تكاثر الأمراض على مختلف مسمياتها .. إلى مكبات القمامة المتناثرة قرب المنازل و الغابات و العجز المعلن حتى تاريخه بإيجاد حلول جذرية لهذا الموضوع..
أما مياه الصرف الصحي و مخلفات معاصر الزيتون ” الجفت” و تغلغلها لتصل إلى المياه الجوفية و الينابيع و تلويثها… !!
مناطق غير مخدمة حتى الآن بشبكات صرف صحي آمنة .. و لجوء السكان إلى حفر فنية .. كل هذا أدى إلى اختلاطها بمياه الشرب ” ينابيع – أنهار – مياه جوفية – سدود ” .. الأمر الذي أنتج أمراضاً خطيرة و خاصة مرض السرطان و التي تعتبر طرطوس من المحافظات الأكثر إصابة به على مستوى القطر..
البعض يتهم ” ليس هناك دراسة علمية موثقة حتى الآن ” مياه الصرف الصحي و البعض الآخر ذهب إلى التخمين متهماً البيوت البلاستيكية و المبيدات غير الآمنة المستخدمة..
فريق آخر يلقي الاتهام إلى غبار و دخان معمل الإسمنت و المحطة الحرارية و مصفاة بانياس..
المهم.. أن ملوثات طرطوس الكثيرة لم تلق اهتماماً جدياً من قبل السلطة التنفيذية في المحافظة لإيجاد حلول سريعة خاصة و أن هذه المدينة سياحية و تمثل خزان سورية المائي..
قد يكون للمشروعات الاقتصادية أهمية كبرى .. و لكن حياة و صحة الإنسان الذي يعتبر عماد الاقتصاد القومي يجب أن يحظى بأولوية الخطط الحكومية..
طرطوس تنتظر من يرفع التلوث عنها لتتحقق التصريحات مع الأفعال على اعتبار أنها مدينة سياحية و بوابة اقتصادية على البحر المتوسط و خزان سورية المائي..