تمتاز المناطق الريفية في محافظة حمص بنمو الكثير من الأعشاب البرية “الزعتر البري – الخلّة- الضرّيس – الماسة – والقبار”إضافة إلى وجود مناح ملائم للعديد من الأعشاب الأخرى “إكليل الجبل – الشمرا – البابونج – اليانسون – حبة البركة …” وجميع الأنواع لها قيمة طبية على قدر كبير من الأهمية في حال تم استثمارها واستخراج المواد المفيدة منها. لأنها تدخل في تركيب أصناف متعددة من الأدوية الطبية الضرورية، لكن ما يحدث الآن أن جميع الأعشاب تُصدر إلى الخارج كما هي، وتتم معالجتها لدى الجهات المستوردة، ثم نستوردها على شكل أدوية وعقاقير طبية، ولا يقتصر الأمر على محافظة حمص، فالأعشاب والنباتات الطبية تنتشر على كافة الجغرافية السورية، وهي ثروة حقيقية، تحتاج إلى من يهتم بها، ويستثمرها بالشكل الصحيح والأمثل كوزارة الزراعة على أن تنسق مع وزارة الصحة لتقوم الأخيرة بتصنيع الأدوية الطبية العشبية ورفد قطاع الدواء بحاجته منها، ما سيحقق جدوى اقتصادية سواء من الناحية الطبية أم من ناحية تأمين فرص عمل للكثيرين، ولا يحتاج الأمر إلّا لمبادرات جادة من قبل الجهات المعنية، ولدينا خبرات وكوادر بشرية مؤهلة لإدارة مصانع خاصة في هذا المجال.
ويعلم أصحاب معامل وشركات تصنيع الأدوية والمختصون بالشأن الصحي أن الأدوية ذات المنشأ العشبي تتمتع بخواص جيدة تجعلها تتفوق على مثيلتها ذات المنشأ الكيميائي ولاسيما ما يخص التأثيرات الجانبية على الصحة.
فهل نبادر للاستثمار في ثروة وهبتنا إياها الطبيعة الغنية بمكوناتها بدل أن نقدمها على طبق من ذهب للآخرين، ويجنون الأرباح الطائلة منها نتيجة سلبيتنا وعدم تقديرنا واهتمامنا بثرواتنا الطبيعية..؟؟