نحتفي باليوم العالمي للطفل العربي ومعاناة أطفالنا مستمرة بسبب الجرائم الإنسانية العالمية التي تنتهك عالم الطفولة وسلامتهم الجسدية والفكرية من فلسطين إلى سورية وإلى العراق وصولاً إلى كلّ الوطن العربي…
مليارات الدولارات تقدّمها الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من دول أوروبا ثمناً للسلاح الإسرائيلي الذي يُقتل به أطفال فلسطين وأطفال العالم العربي…
هكذا هو حال العالم وهذا مايقدّمه للطفل العربي، لكنّ طفلنا يبقى معجزة العالم بالكامل، فضحكته تصدح أمام صواريخ العدوان وآلاته الحربية، وتطلعاته وفكره المقاوم يرضعه مع حليب الأمهات ليعلن استمرار المقاومة الوطنية جيلاً بعد جيل…
الاحتفالية التي تقيمها وزارة الثقافة لإحياء يوم الطفل العربي في المحافظات السورية رقمها عشرون، وهي ليست رقماً وإنما سنين عمر مرّت في الذاكرة العالمية ليوم استشهاد “محمد الدرة” الذي تحتضنه الذاكرة فكراً ونغماً وأشعاراً وحياةً يبدع فيها الطفل العربي ضمن سياق واتساق تآلف وطني وشاعري وموسيقي وجمالي على امتداد الجغرافية السورية….
أطفالنا في نشاطاتهم وكلّ الأيام لهم يزدادون نشاطاً وقوّة حضور يتبادلون تعابير الفرح عن ألق ومجد الفنون، ونشوتهم وهم خارجون من المسرح المخصص لهم “خيال الظل” كأنهم يفيقون من حلم سحري أسطوري يُضاف لموروثهم الثقافي ونتاج حضارات أجدادهم…
أطفالنا روّاد المستقبل وأحفاد ماتحتفي به الإنسانية جمعاء من أدب وفكر وعلم وفنون، هكذا أجيال هم الوصفة العلاجية لمواجهة طوفان العولمة والأمركة الثقافي الذي يجتاح الأمة وهم بالمرصاد لمن يهدّد الهوية واللغة والحضور والانتماء…