الثـــــورة:
قد يرى البعض أن نصيبه من ميراث يُقدر بملاين الدولارات؛ يكون فرصة لتغير مسار حياته والاستمتاع بالحياة طولاً وعرضاً، خاصةً أن هذا الميراث جاء من دون عناء . فهل يوجد أحدٌ ما يمكن أن يرفض هذه الفرصة أو حتى يُفرط في دولار واحد؟!
حدث بالفعل أبدت وريثة ألمانية انزعاجها من إرثها الذي لا يُقدر بالآلاف أو ملايين الدولارات، بل بمليارات الدولارات. والأكثر أنها صرحت بأنها تريد التخلص من كل ميراثها تقريباً.
فقد ورثت الفتاة البالغة من العمر 30 عاماً، التي تُدعى «مارلين إنجلهورن» مليارات الدولارات -قدرتها فوربس بنحو 4.2 مليار دولار- عندما توفيت جدتها «تراودل إنجلهورن فيشياتو» في شهر ايلول الماضي، عن عمرٍ يناهز 94 عاماً، تاركة الميراث الضخم المُعفى من الضرائب. ومع ذلك، قالت «إنجلهورن»، التي تعيش الآن في النمسا، إنها غير مهتمة بوراثة المكاسب المفاجئة التي أتت من شركة الكيماويات التابعة للعائلة. وصرحت أنها ستتخلى عن 90 في المائة من ميراثها للضرائب على أن تذهب إلى الدولة لإعادة التوزيع.
“إنجلهورن” هي المؤسس المشارك لـ»Tax Me Now»، وهي مجموعة من الأثرياء في ألمانيا الذين يناضلون من أجل ضرائب أكبر على أرباحهم.
قالت السيدة «إنجلهورن» إن العديد من الأشخاص تواصلوا معها لطلب المساعدة المالية بعد القراءة عن حملتها أو مشاهدتها على التلفزيون. قالت إنه يؤلمها أن تقول لا؛ لأنها تعتقد أنه يجب على الدولة أن تقرر كيفية إعادة توزيع ثروتها من خلال الضرائب بدلاً من أن يكون ذلك هو قرارها.
قالت «إنجلهورن» في كلمتها في حملة المليونيرات من أجل الإنسانية في أمستردام في أب من هذا العام: «أنا نتاج مجتمع غير متكافئ، وإلا فلن أكون قد ولدت لعائلة تمتلك ملايين».
وقد أمضت «إنجلهورن» العقد الماضي في حملة من أجل سياسات ضريبية من شأنها أن تفرض ضرائب كبيرة على ثروتها وإعادة توزيعها من قبل الحكومة. وتحدثت أيضاً إلى «Vice News» العام الماضي وأخبرتهم: «لا ينبغي لأحد أن يمتلك هذا القدر من المال والسلطة المعفاة من الضرائب».
قالت «إنجلهورن» في مقطع فيديو نُشر على موقع المليونيرات من أجل الإنسانية على «Facebook» في ايار 2021: «لقد وُلدت لعائلة غنية وسأرث يوماً ما ثروة لم أضطر إلى العمل من أجلها. لا ينبغي أن يقرر أصحاب الملايين ما إذا كانوا يساهمون بطريقة عادلة في المجتمعات التي يعيشون فيها، والتي من دونها لن يصبحوا أصحاب الملايين أبداً. العدالة الاجتماعية في مصلحة الجميع. ضرائب الثروة هي أقل ما يمكننا القيام به لتحمل المسؤولية. فرض الضرائب علينا».
ألغت النمسا، حيث تعيش «إنجلهورن»، قوانين ضريبة الميراث بالكامل في عام 2008. وتريد «إنجلهورن» إعادة تقديم هذا الأمر مع فرض ضرائب أعلى على الأثرياء. وتقول إنه ليس من العدل ألا يساهم الأثرياء في المجتمع بهذه الطريقة.
جاء الميراث المفاجئ لـ»إنجلهورن» من شركة الكيماويات التي تمتلكها عائلتها منذ قرون. وكانت العائلة تمتلك أيضاً «Boehringer Mannheim»، وتنتج الأدوية ومعدات التشخيص الطبي، حيث بيعت بمبلغ 11 مليار دولار في عام 1997.
على الرغم من ثروتها، كانت عائلة «إنجلهورن» سخية في التبرع لأسباب خيرية مختلفة. مولت عائلة «إنجلهورن» عمل العلماء الشباب ومراكز الآثار والبرامج الموسيقية. الرقم الدقيق الذي سترثه السيدة «إنجلهورن» غير معروف؛ حيث يمكن تقاسم الميراث بين أفراد الأسرة الآخرين.