خاص- فؤاد مسعد:
في مثل هذه الأيام من شهر تشرين الثاني كانت تُصبغ الحياة بألوان سحر السينما وألقها، كانت تضج أروقة الفنادق وصالات العرض بدفق من حياة، الجميع يعمل بشغف إيذاناً للوصول إلى إطلاق صافرة البدء، لحظة إعلان انطلاق فعاليات دورة جديدة أخرى من «مهرجان دمشق السينمائي الدولي» الذي يعتبر أحد أعرق المهرجانات السينمائية العربية، المشهد أشبه بخلية نحل لا تهدأ، فهنا فيلم عالمي حديث يُعرض وهناك ندوة فرسانها من مخضرمي الفن السابع وفي الجهة المقابلة مؤتمر صحفي لنجم عالمي يزور دمشق للمرة الأولى يُعرب عن دهشته بجمال وأصالة ما رأى، هو طقس احتفائي بكل ما تضج به عوالم السينما من ألق اشتاقت أرواحنا لعيشه مجدداً بعد أن حُفرت صوره في عمق الذاكرة والوجدان.
ولكن اثني عشر عاماً مرّت ولا يزال هذا الطقس بكل حميميته مُعلقاً ، فقد تم تعليق الدورة التاسعة من «مهرجان دمشق السينمائي الدولي» عام 2011 بسبب الحرب الإرهابية التي شُنّت على سورية، حيث تعود آخر دورة أقيمت منه إلى (7 – 13 تشرين ثاني) عام 2010، ومن بعدها غاب عن المشهد السينمائي المحلي والعربي والعالمي، والسؤال ألم يحن الوقت لعودته ولتتدفق الحياة في شرايينه مجدداً ؟. ربما تحمل الأيام القادمة الإجابة، ويبقى الأمل بعودة تدفق ألوان الحياة في تظاهرة تشكّل في أبعادها سفيراً فوق العادة للبلد، فسورية تستحق مهرجاناً بحجم «مهرجان دمشق السينمائي الدولي».
التالي