الثورة:
صدر حديثاً وضمن سلسلة “الكتاب الإلكتروني” كتاب (مسرح المونودراما… “تجربة الفنان تمّام العواني أنموذجاً”)، تأليف: د. هيثم يحيى الخواجة.
رؤى هذا الكتاب تجمع بين فن السيرة الثقافية، وتاريخ المسرح، ونقد فن المونودراما المسرحي: نصاً وإخراجاً وتمثيلاً، مستندة إلى معارف نظرية، وخبرات إجرائية متنوعة واسعة امتلكها المؤلف “د. هيثم يحيى الخواجة”، امتلاك الكائن المعرفي الصبور على انحناءات التفاصيل، المدرك أهميتها في اللوحة الشاملة لموضوع كتابته ودراسته. ومن الراجح أن التركيز على التجربة المسرحية للفنان “تمام العواني”، أحد أبرز المشتغلين على فن “المونودراما” في العقود الثلاثة الماضية: تأليفاً، وإخراجاً، وتمثيلاً، يدعم حاجة جوهرية تؤسس لوحة الرؤية الشاملة لفننا المسرحي الجديد المعاصر، انطلاقاً من مكوناته الإجرائية في مظانها التطبيقية، لدى المؤلف وعطاء الفنان – موضوع دراسته، في سيرتيهما المتداخلتين: بيئة، وثقافة مسرحية، ومسلكاً، في غير مكوّن من مكوناتهما.
كتاب (مسرح المونودراما… “تجربة الفنان تمّام العواني أنموذجاً”)، تأليف: د. هيثم يحيى الخواجة، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2022.
وكانت تجربته بتقديم مسرحية ابي دعاس الحمداني حسب ما نشرته المواقع والمتابعات بداية متميزة في مقر رابطة الخريجين الجامعيين بحمص ليشكل بداية لفن مسرح الغرفة في المونودراما في سورية.
وقد كان ذلك منذ عدة سنوات إذ تميز العرض الذي أقيم بالتعاون مع نادي دوحة الميماس استعان فيه العواني بنبرة صوته وانفعالاته مع لباس بسيط وكيس يحمله يحتوي كتباً ليتمكن عبر 45 دقيقة هي مدة العرض من شد انتباه الجمهور حتى النهاية مختاراً شخصية من الزمن الحاضر وانتقى لها اسما طريفاً نظراً للدور الذي ستؤديه حيث يتوهم أبو دعاس الحمداني أنه شاعر وله وزن في عالم الأدب ليقوم بانتقاد الشعراء واتهامهم بسرقة أشعاره مستحضراً عدداً من الأسماء المهمة في حمص.
وقال الفنان العواني في نهاية العرض “مبالغة الشخصية في تناول الشعراء بحمص جاء كتكريم لهم فالحركة الشعرية بحمص غنية وسعيت عبر هذا العرض الذي ألفته وأخرجته إلى أن أطلق نمط مسرح الغرفة بالاعتماد على عنصر الآنية في اختيار الشخصية والفكرة على عكس ما هو سائد في فن المونودراما التقليدي الذي يستحضر شخصيات من الماضي”.
الفنان أمين رومية نقيب الفنانين بحمص تحدث عن وجود تجارب سابقة في هذا النوع المسرحي لكنها لم تستمر معتبراً أن أهمية مسرح الغرفة تكمن في صعوبته وبساطة الأدوات التي يستخدمها حيث يستغني الممثل عن الموسيقا والإضاءة وغيرها مشيراً في الوقت نفسه إلى تميز تجربة الفنان العواني في استحضار عدد من شعراء حمص الحاليين تكريما لهم بشكل لا يخلو من الكوميديا.
الفنان أحمد منصور رأى أن عرض مسرح الغرفة في المونودراما شكل تجربة فريدة وناجحة للفنان تمام العواني وظهر جلياً تفاعل الحضور.
أما الشاعر عبد النبي التلاوي فاعتبر العرض بقدر ما هو صعب فهو جميل ولا سيما أن الفنان العواني تمكن من حمله بشكل كامل.
الفنان محمد خير الكيلاني قال “تابعنا عرضاً آنياً حاضراً وليس استذكارياً على عكس ما هو سائد ومعروف في فن المونودراما” في حين أشارت الشاعرة ميسون جنيات إلى نجاح العرض وتميزه والجهد الكبير الذي بذله الفنان العواني وتفاعل الحضور معه.
يشار إلى أن الفنان تمام العواني بدأ مشواره الفني سنة 1978 كممثل وعمل مع كل الفرق والمخرجين المسرحيين بحمص منهم فرحان بلبل وحسن عكلة وفوزي السيد ونجاح سفكوني وغيرهم كما أسس فرقة مسرحية خاصة به قدم خلالها عروضاً للأطفال كما عمل بالمسرح القومي كمخرج وممثل.
الكتاب إضاءة مهمة على تجربة تنضج وتزاد لتقدم لنا مسرحاً جميلاً في زمن يكاد يفقد الجمال.