الملحق الثقافي- بديع صقور:
«لقد أبحرت السفينة، وليس في وسعنا إلا أن نمضي»
لقد اشتعلت الحرب، وليس في وسعهم إلا المزيد من القتل ..
* * *
إذا ما هرمتِ الأنهار
إذا ما ابتعدتْ عن البحر
ووطئتْ أرضاً لا تقطنها بحيرات
لا تفكر بامتلاك
ولو زورقاً واحداً من ورق.
* * *
ما أكثر القتلة
ما أكثر الذين يحلمون بالفتوحات والأمجاد
التواقون لأن تبقى أكفـّهم مخضبةً بالدماء
هم من قطعوا شجر الشمس
هم من جففوا نهر القمر.
* * *
لنا ضحكاتُنا
ولهم أنيابُهم.
ولنا أغانينا
ولهم مخالبهم.
لنا الهواء والشمس
ولهم الأقبية والكهوف..
تـرِكاتنا التي سنورثها لأحفادنا القادمين
أسرابٌ من الفراشات
وحقول من الأغاني
ترِكاتهم التي سيورثونها للأشرار
مزيد من الحروب
ومزيد من القبور.
* * *
ليس في وسعنا أن نحاورَهم
وليس في وسعهم أن يكبحوا جماحَ طباعهم ..
مثلَ العصافير بعد كلِّ المغيب
نكفُّ أصواتنا
ومثلَ الضباع بعد كلِّ المغيب
يواصلون نبشَ القبور
بعد كلِّ مغيب ..
دائماً جاهزون للعبث برياحين أرواحنا، الوادعة.
* * *
على أطلال هذا الخراب
تتربص بنا ذئاب اللحظات المنقرضة
لتمزق كتب أعمارنا الذهبية ..
هنا، على أطلال هذا الخراب
هنا، على أغصان شجر السماء
نعلق وصايانا،
وتمائم جدّاتنا الراحلات..
على مشاجب الخوف
هنا، فوق حجارة هذا الغيم،
في صدر بيت السماء،
يجلس أطفالنا،
وفوق وجوههم الشاحبة
تعلو طيوفُ وصايانا كالقلاع
وهناك، فوق صهواتِ بلادٍ عجفاء
يسابقون امرأ القيس
إلى جنائن قيصر.
هناك، كما الصغار يتراشقون بماء النهر..
هنا، فوق هذي البطاح
نتراشق بالرصاص ..
على جراحنا نموت
وعلى أكوام أجسادنا
يرقص الغزاة فرحين،
ومن دموع أطفالنا
يتدفق نهر الحياة.
العدد 1120 – 15-11-2022