الثورة – همسة زغيب:
أقامت المحطة الثقافية في مدينة جرمانا محاضرة تراثية بعنوان (الموزاييك السوري) قدمها الباحث مخلص المحمود ضمن سلسلة محاضرات التعريف بالتراث اللامادي وأصالته.
وجاء في المحاضرة التي ألقاها الباحث في التراث أن الموزاييك صناعة عريقة تنقل أصالة دمشق إلى العالم ، وهي مهنة قديمة قارب عمرها القرنين ، حيث تعتبر صناعة الموزاييك الدمشقي من أقدم المهن العريقة التي اشتهرت بها مدينة دمشق حتى اليوم و تعتمد بشكل أساسي على خيال الحرفي في تطعيم الخشب وتحويله إلى أشكال فنية تدخل في صناعتها جميع أنواع الأخشاب.
وتحدث المحمود عن بدايات صناعة الموزاييك السوري وعن أهم اسماء صانعي الموزاييك ، وتحدث عن المواد التي يتم استخدامها في تشكيل قطع الموزاييك.
كما تناول في الحديث عن أهم مايميز الموزاييك السوري عن الموزاييك الذي يصنع في دول أخرى من حيث الإتقان والجودة في المواد المستخدمة والدقة في تشكيل القطع ، وأشار أيضاً إلى مشاركة المنتجات السورية من الموزاييك في العديد من المعارض الدولية.
وأوضح المحمود أن مبتكر الموزاييك هو الحرفي الدمشقي جورجي جبرائيل بيطار الذي وضع أسس هذه المهنة العريقة ونشرها وعلمها إلى الآلاف من الحرفيين ، فهو كان أول من قام بصنع أول قطعة موزاييك عام 1860.
حيث جمع قضبانا من الخشب الملون طبيعياً ذات مقطع مثلث أو مربع ثم لصقها على المصنوعات الخشبية باستخدام مادة الغراء الطبيعي، هكذا نشأت حرفة فن الموزاييك التي تميزت بها دمشق.
مشيراً إلى أن العلبة أو الصندوق الأساسي مصنوع من خشب الجوز المعتق بينما خشب التطعيم من خشب الورد للون الأحمر، وخشب الليمون أو الزيتون للون الأصفر، والزان وغيرها للألوان الأخرى ليعطي العمل ألواناً طبيعية لا دخل فيها للألوان المركبة أو للأصبغة.
اختتمت المحاضرة بمداخلات الحضور والتعريف بأهمية التراث وقيمته الحضارية والتاريخية منذ أن وجد الإنسان على وجه الأرض ، فحرفة الموزاييك التي تغنت بها مدينة دمشق تعتبر محط أنظار الزوار من جميع أنحاء العالم لأنهم ينقلونها إلى بلدانهم كمنتج دمشقي عريق.
السابق