الملحق الثقافي- ديب علي حسن :
على الرغم من أن الصين أكثر بعداً جغرافياً عن الوطن العربي من أوروبا القارة العجوز، لكن البعد لم يكن ليمنع العرب القدماء أن يصلوا إليها ويتعاملوا مع حضارتها وثقافتها وإنجازاتها الفكرية..
بل يمكن القول إن طريق الحرير الذي كان شريان الحياة التجارية والتفاعل الحضاري قد أعطى العالم ثمار التزاوج الحضاري بين ثقافتين عربية وصينية..
ولكن للأسف انقطع هذا منذ فترة من الزمن ولم يعد بالزخم الذي كان ذات يوم.
صحيح أننا نسمع الكثير من الدعوات التي يجب أن نعمل على تنفيذها من خلال التفاعل الحقيقي مع الثقافة والفكر في الصين حيث الإنسانية الحقة والحكمة تتجلى منذ آلاف السنين..
الصين صاحبة الابتكارات الحضارية الأولى الورق والبارود والحبر مازالت تدهش العالم كله بما لديها..
ولعل أول ما يجب أن نتعلمه من الثقافة الصينية هو الحكمة والتأني والقدرة على التروي والاحتفاء بالعمل.
والتفاعل مع الإنسانية كلها ..الصين القارة التي كما يقال لو أن سكانها قفزوا بلحظة واحدة معاً على الأرض لكان زلزالاً رهيباً ..لكنهم يقدمون العلم والأدب وقد حان أن نكتشف كنوزها وما أعمقها وأنضرها …في هذا الملف الصغير وهو مواد متناثرة تحاول أن تقول لمن يهمه الأمر: علينا أن نعمل قدر إمكاننا لترجمة كنوز الشرق..ملفنا اليوم مجرد خطوة وباقة منتقاة مما ترجمها المهتمون بالأدب الصيني..
وحري بنا أن نتذكر القول المأثور : اطلب العلم ولو في الصين …الصين شمس الثقافة والحضارة والحكمة …والحكمة ضالة المؤمن، أينما كان ..فكيف إذا كان بحاجتها اليوم أكثر من أي وقت مضى؟.
العدد 1122 – 29-11-2022