لهم يومهم كما بقية الشرائح المجتمعية، الذي يصادف في الثالث من كانون الأول من كل عام، كيوم عالمي خاص بهم، يؤكد ضرورة الاهتمام وتقديم أفضل أنواع الرعاية والخدمات المجتمعية المطلوبة لهم والتي تساعدهم على استمرار حياتهم، وتفعيل أدوارهم وبقوة ليكونوا أشخاصاً فاعلين ومنتجين في مختلف المجالات، كما بقية أقرانهم الآخرين في المجتمع.
إنهم الأشخاص ذوو الإعاقة من مختلف أنواع الإعاقات، فكثيرون منهم أثبتوا قدرتهم الكبيرة وإرادتهم القوية وبمعنويات عالية أصبحوا مميزين وحاضرين حتى في سوق العمل، حيث الإعاقة لم تثنهم أو تخفف من عزيمتهم لمتابعة دورة الحياة، ومواجهة الكثير من الصعوبات والتحديات، لاسيما لمصابي الحرب وما سببته لهم من خسائر وآثار سلبية مادية وجسدية ونفسية وغيرها الكثير.
إذ تشير الإحصاءات المتعلقة بالإعاقة في سورية إلى زيادة أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة خلال السنوات الماضية، نتيجة لما حصل من جراء الحرب الإرهابية وعلى واقع الإعاقة وازدياد حالات الإعاقة وتنوع أنماطها، فهناك جرحى أبطال قدموا أغلى التضحيات دفاعاً عن الوطن وكرامته، وتضرروا في أجسامهم، وليصبحوا نتيجة الحرب في عداد ذوي الإعاقة.
ذلك كله فرض واقع وأولوية عمل عبر معطيات جديدة لضرورة التعاطي مع هذه الشريحة، والعمل لتمكين ذوي الإعاقة بشكل عام عبر رعايتهم صحياً وتعليمياً واجتماعياً، وزيادة مراكز رعايتهم، وتقديم خدمة تأهيلية ومجتمعية مناسبة لهم قدر المستطاع، ومن أجل حياة كريمة لهم، والعمل بشكل متوازٍ على بناء قدرات الكوادر الوطنية المختصة في مجال التعامل معهم.
كما أن لمعاهد الرعاية الاجتماعية التابعة للشؤون الاجتماعية والعمل دورها الهام في احتضان كثيرين من ذوي الإعاقة، ومنها التي تعنى بجانب التأهيل المهني والتعلم على امتهان حرف متعددة تدر دخلاً مادياً لذوي الإعاقة، إضافة للعمل على تركيب أطراف اصطناعية لذوي الإعاقة بالتعاون مع جهات معنية، وإدماجهم في العمل في العديد من مجالاته.
فتسليط الضوء المستمر على ذوي الإعاقة أمر مطلوب لحصولهم على أكبر قدر من الرعاية والمكتسبات والحقوق، والإيمان بقدراتهم وأدوارهم، مع أهمية العمل لأجلهم وفق خطط مدروسة واستراتيجية وطنية موحدة وجهود تشاركية لجهات معنية بهم حكومية ومجتمعية، تقوم على تكريس الوعي بحقوقهم والعمل التكاملي الذي يركز على الاستفادة من إمكاناتهم ودمجهم في المجتمع والعمل.