تعاني معظم المدن والتجمعات السكانية الكبيرة والصغيرة من مشكلة الصرف الصحي، وما تسببه من أمراض وتلويث للبيئة ومكوناتها من ماء وتربة ونبات.
بل باتت تسمية الصرف الصحي هنا في غير محلها، فلو كان صرفاً صحياً فعلاً لما حصلت مشاكل صحية وأمراض، وتأثيرات بيئية تطال الإنسان، ومختلف الكائنات الحية، ومكونات البيئة الطبيعية.
لا يكفي أن نقيم مجروراً تتجمع فيه المياه العادمة ليصب في النهاية في الأراضي الزراعية، والوديان، والسهول، والأنهار، وفي البحر أيضاً!!.
هذه المصبات تهدد المياه الجوفية، والينابيع بالتلوث، بل هي تتسبب بتلوث بعض الينابيع المنخفضة المتواجدة في السفوح، والوديان، وخاصة في المناطق الجبلية حيث تتوضع القرى والمزارع والبلدات، في مناطق مرتفعة وتحتها الينابيع.
ولا يقتصر التلوث على مياه الصرف الصحي، بل هناك مصادر أخرى للتلوث مثل المخلفات الصناعية السائلة التي تسبب تلوث المياه والتربة وتلحق ضرراً بالإنسان والبيئة بكافة مكوناتها.
والأمثلة لدينا كثيرة ومنها ما حصل من تلوث بمياه الجفت الناتج عن معاصر الزيتون، دون أن تأخذ الجهات المعنية أي إجراء لحماية البيئة من التلوث رغم التقارير التي رفعت إلى تلك الجهات.
هناك حاجة ملحة لإقامة محطات معالجة لمياه الصرف الصحي في كافة التجمعات السكانية.
صحيح أننا تأخرنا كثيراً في هذا الموضوع حتى بتنا اليوم غير قادرين بظل الظروف الحالية تنفيذ ذلك، لكن على الأقل يجب العمل بمسؤولية على الحد من التلوث، ومعالجة ما يمكن معالجته من أسباب الثلوث.