الجميع يدرك أن الحرب الظالمة والعقوبات والحصار المفروض على سورية واحتلال مناطق حيوية غنية بمصادر الطاقة والمنتجات الزراعية والمياه هوالسبب الأساسي والرئيس في المعاناة التي يكابدها كلّ شرفاء سورية من دون استثناء، ومن الواجب أن تتضافر جهود الجميع للتقليل من هذه المعاناة، لا أن يعمد البعض لارتكاب أخطاء قاتلة تشكّل جزءاً من المخطط الخارجي لابقاء الجرح السوري مفتوحاً.
فما جرى في مدينة السويداء من حرق وتخريب لممتلكات عامة وقتل لمواطن بريء من قبل خارجين على القانون لا يمكن أن يعالج المعاناة التي يعانيها الجميع، بل قد تساهم هذه الأعمال المرفوضة بنقل هذه المحافظة المعطاءة إلى مكان آخر يتمناه أعداء الوطن من محتلين وإرهابيين وفاسدين يستغلون ظروف الحرب وتداعياتها لنهب ثروات الوطن، ولعل ما جرى خلال العشرية السوداء يكفي ليكون درساً بليغاً يجب أن يتعلم منه الجميع، بأن الرهانات الخارجية على إشعال الأوضاع خدمة لأجندات عدوانية مدبرة لا يغيب عنها الكيان الصهيوني المحتل قيد شعرة.
إن إعادة بناء الوطن الذي دمره الإرهابيون وداعموهم تحتاج إلى أمن مجتمعي تتوفرمعه كلّ الاحتياجات الضرورية لعملية البناء المنشودة لا العكس..
إن من حقّ الجميع المطالبة بتحسين الظروف المعيشية الصعبة والحدّ من الفقروالحاجة، ولكن أن تصل الأمور إلى تنفيذ البعض ما يريده الأعداء من تدمير لمؤسسات وطنية ونشر الفوضى والعنف هو أمر لايقبله إلا كلّ خائن أو عميل…
إن المطالب التي يُعبر عنها بشأن تحسين الوضع المعيشي هي مطالب مشروعة ويجب أن تتم معالجتها وتلبيتها مؤسساتياً ضمن الإمكانات المتاحة حالياً، ولا أحد يملك عصا سحرية لإنهاء كلّ القضايا والملفات العالقة قبل أن تنتهي مرحلة الحرب والحصار، ولذلك يجب ألا تتحول المطالب المشروعة إلى حصان طروادة من أجل تدمير الوطن الذي ارتقى من أجله مئات آلاف الشباب شهداء في هذه الحرب، ولا بدّ هنا من التحلي بالوعي الوطني والعقل كي نضع حداً للتهور الذي يتم توظيفه خارجياً بشكل دنيء على أمل إعادة عقارب الساعة للوراء واستئناف المخطط الذي تمّ إفشاله.