الثورة – حسين صقر:
في دراسة قام بها أحد علماء النفس عن لغة الجسد، اكتشف أن سبعة بالمئة فقط من الاتصال يكون بالكلمات، وثمانية وثلاثين بنبرة الصوت، وخمسة وخمسين بلغة الجسد، ولو اختلفت الكلمات ولغة الجسد فإن الفرد يميل إلى تصديق لغة الجسد.
و على الرغم من استخدام تلك اللغة على مدى ملايين السنين من التاريخ البشري، إلا أن مظاهر الاتصال غير الشفهي لم تدرس عملياً على أي مقياس إلا منذ الستينيات من القرن الماضي، خصوصاً عندما نشر جوليوس فاست كتابه عن لغة الجسد عام ١٩٧٠.
وللحديث أكثر عن هذا الموضوع التقت “الثورة” المدرب الدولي سمير هادي والاختصاصي بعلوم الطاقة والذكاء العقلي والعاطفي، حيث أكد أن لغة الجسد هي أحد أنواع التواصل غير اللفظي، والتي يستخدم صاحبها أعضاء الجسم كاليد والعين والفم، وينفذ حركات وإيحاءات ونظرات، بالإضافة لاستخدام الوجه والأطراف والصوت، كهز الكتف أو القدمين أو الرأس، وأضاف هذه الأمور كلها تهدف لإيصال الفكرة للشخص المخاطب بشكل لا إرادي.
وعن أهمية لغة الجسد، قال: إنها تحسّن عملية التواصل بين البشر، وخاصة إذا كانت هذه الإشارات واضحة ومعروفة من قبل جميع أفراد المجتمع، بالإضافة لأنها تجنِّب الاشخاص الذين يعتمدوها الدخول بالمشكلات الناتجة عن سوء التفاهم، كما أنها تساعد صاحبها على التعبير الصادق عن مشاعره وأحاسيسه، لأنه قد لا يستطيع التعبير عن هذه المشاعر عن طريق الكلام.
وأضاف المدرب الدولي إن أهم الإشارات التي تدل على الثقة بالنفس، السير بخطوات سريعة، بالإضافة للقامة المنتصبة والرأس المرفوع للأعلى والكتفين المستقيمين، أيضاُ المصافحة عند التعارف والمشاركة في الحوار والابتسامة العفوية بشكل دائم.
وقال: إن من أهم العلامات التي تدل على ضعف الشخصية: الرد بعصبية عند تلقي الانتقادات، وأيضاً تربيع اليدين فوق بعضهما البعض، وأيضاً عدم النظر في عين الطرف الآخر أثناء الحديث، كما أن من أهم إشارات لغة الجسد التي تدل على الصدق هي: الجلوس بشكل مستقيم، و النظر بشكل مباشر بالعين أثناء الحديث، حيث اليدان مفتوحتان، و لمس الخد، إمالة الرأس إلى جانب واحد، و كما أن الحديث بهدوء وثقة من أهم اشارات تلك اللغة.
وأشار أيضاً أن العلامات التي تدل على كذب المتحدث هي: عدم النظر بعيني المتحدث، وكذلك التلعثم وتكرار العبارات وأيضاً ارتعاش الشفتين وعضها، و التأتأة والمماطلة أثناء سرد الأحداث والتعرق وكثرة الحركة، وتغطية الفم أو العينين أثناء الحديث.
وأوضح هادي بالمقابل إن من أهم إشارات لغة الجسد التي تدل على الخوف هي: اتساع العيون وفتحها بصورة واسعة، ورفع الحواجب وتجعيدها، و كثرة الالتفات وتحريك العينين يميناً ويساراً، والتنفس بصورة سريعة، وتسارع ضربات القلب، وتعرق راحة اليد، وتجنب النظر بعيون الآخرين بثقة وأريحية.
وعن سؤال فيما إذا يمكن استنساخ شخصيات في الواقع مطابقة لأشخاص آخرين عبر لغة الجسد، قال: من الصعب أن يتم ذلك، ولكن ربما عن طريق إتقان مهارات تلك اللغة، وعبر التدريب المستمر، يمكن أن يحدث تشابه ببعض التفاصيل من أفكار وذهنيات وطريقة التعامل مع الأمور والمواقف، كما يمكننا الاستفادة بشكل كبير من لغة الجسد بحياتنا اليومية وعلاقاتنا الاجتماعية حيث نستطيع من ردة فعل واحدة أو تصرف أو حركة لا إرادية تظهر من المتحدث أن نعرف ماذا يقصد بهذه الحركة وماذا يدور في رأسه من أفكار تجاه الموضوع الذي تتم مناقشته، سواء كان بالرفض أو القبول،
كما يمكن أن نسخِّر لغة الجسد للتقرب من أشخاص معينين، أو للتعريف عن أنفسنا ومجتمعنا بشكل أوضح وبتقاليدنا وعاداتنا، لأن لغة الجسد هي لغة عالمية ولا تحتاج الى مترجم.
وختم هادي يستطيع مستخدم لغة الجسد أن ُيفهم الطرف المقابل بشكل أفضل، وتلقينه المعلومة التي يريد، عبر الحركات والإيماءات، لأن هناك بعض الأشخاص الحذرين والأكثر حرصاً، وأولئك يستطيعون تثبيت ملامح الوجه ويريدون الإفصاح عما بداخلهم.
