الثورة – آنا عزيز الخضر:
أكثر ماميز العرض المسرحي (حكايات) التجدد في الشكل والمضمون، على صالة مسرح (القباني ) بدمشق.. العرض إعداد وإخراج (محمد ناصر الشبلي)
أطلع العرض الأطفال على حكايا مشوقة، حملت الهدف والمقولة بأسلوب ترفيهي، مسل وممتع جذب جمهوره بقصصه المتتوعة، وفرجته البصرية المبهرة، بحضور تكامل ﻻفت بين جميع العناصر والمؤثرات المسرحية..حول العرض تحدث الفنان (محمد ناصر الشبلي) قائلاً:
هي محاولة لتقديم عرض مسرحي مختلف وغير نمطي، فقد اعتدنا ان نشاهد عروضا مسرحية للأطفال تكاد تكون نسخة واحدة مع استثناء بعض العروض طبعا، التي قدمت نمطا مختلفاً على صعيد النص.
تتضمن مسرحية (حكايات) ثلاث قصص.. الحكاية الأولى تهدف الى الحفاظ على الطيور والعصافير، وإظهار أن صيد تلك المخلوقات الجميلة، لا يغني ولا يسمن من جوع، والحكاية الثانية تهدف الي الامتناع عن قطع الشجر، وتركها تزين السهول والجبال والوديان، أما الحكاية الثالثة فهدفها الحفاظ على المياه الصالحة للشرب، لأن الماء أغلى من كل شيء،
قدمت هذه الحكايات ضمن فرجة مسرحية، تقدمها فرقة مسرحية جوالة، تحمل أدوات العرض من ديكور وملابس واكسسوارات، وتجول في القرى والمدن والساحات العامة والمدارس، لتقدم للأطفال الفائدة والمتعة من خلال الشخوص المحببة عند الأطفال، الحكواتي وبائعة الحكايات، التي تروي حكاياتها من خلال صندوق الدنيا وترافقهم مجموعة العرض والأغاني والموسيقى الجميلة .ومايميز العرض الفطرة والبساطة والتفاعل، وحث التشاركية مع جمهور الأطفال من خلال الحوار وأداء الممثلين الموهوبين والمحترفين في هذا النوع من العروض المسرحية،
واعتمدنا في إنجاز هذا العرض على أسلوب التفاعل والتشاركية بحيث يصبح جمهور الأطفال جزءا من العرض، وذلك من خلال بنية النص الدرامي المكتوب، ليكون جمهور الأطفال مشاركين في العرض والاغاني والموسيقى التي تؤديها المجموعة بشكل مباشر، وليس من خلال التسجيل، بالإضافة الي البساطة في التعامل مع الأمكنة، التي يتم فيها العرض.
المسرح هو من اهم وسائل المخاطبة للطفل، فهي تعمل على تعميق ثقافته ووعيه، لأن الطفل اذا أحب مايقدم اليه من معلومات من خلال العرض الممتع والمفيد، فإن تلك المعلومات ستبقى في ذاكرته، ولن ينساها ابداً.
اتمنى من كل المعنيين في وزارة الثقافة والتريبة والإعلام ونقابة الفنانين واتحاد الكتاب العرب التعاون لوضع خطة لإقامة مهرجان على مستوى القطر لمسرح الطفل، وتقدم من خلاله تجارب مسرحية فنية ومفيدة، ومحترفة، على ان تتجول بعدها تلك العروض في المدن والأرياف والمدارس وفي كل الأمكنة، فالمسرح اداة مهمة من أدوات التوعية، ويجب على جميع المعنيين تبني وتكريس تلك الأداة في حياة الطفل السوري.