وأنت تتابع ما يجري من مشاهد فرح وابتهاج بقدوم عيد الميلاد ورأس السنة على أرض سورية تشعر أن الأمل باق، وأن السوريين في كل مكان ينثرون بذور الحب والجمال لعودة سورية إلى ماكانت عليه وأفضل.
اليوم ثمة طقوس واحتفالات تملأ المحافظات، حيث أضيئت شجرة الميلاد ورأس السنة تعبيراً عن كل ما هو جميل وقريب من إنسانيتنا ليكون الاحتفاء بمثابة ميلاد جديد لسورية، ومساحة نعطي من خلالها الأمل، فالسوريون واثقون بماضيهم وحاضرهم وبمستقبلهم الذي سيصنعوه بإرادة لا تعرف المستحيل، فأرضهم المقدسة ليست إلا حقول قمح وثراء ونماء وعطاء.
صحيح أن أيامنا ليست بأحسن أحوال وثمة مايوجع أرواحنا لكن تلك الاحتفالات دعوة للسوريين ليضيئوا معاً دروب المستقبل، ولكي يشعلوا شموع الحب والسلام ليعم الخير في سورية، فبصماتهم على جدران الزمن ما كانت يوماً إلا أملاً وفعلاً وبهاء.
وطني أسميك اليوم وغداً وبعده شامة الله على خد الزمن والأرض، أسميك امتداد روحنا التي بها نفتديك، أنت وطن السيد المسيح الذي حمل منه رسالة السلام والنور إلى العالم، ونحن نحمل تلك الرسالة رسالة المحبة لكل إنسان، فما من طهر إلا سيكون من طهرك.
سورية المنيعة بشعبها وبتراثها، وبإنسانيتها، وحضارتها، تسير على دروب من نور باذخة بالعطاء، ويأتي عيد الميلاد ليشحن الأمل في نفوسنا من جديد، ويضيء النور في عتمة الطريق، كيف لا وسورية أرض القداسة والطهر ومهد الديانات السماوية التي علّمت العالم كيف يُكتب التاريخ وكيف يُصنع الفرح رغم الآلام والجراح.