لم يعد خافياً على كل متابع لما يحدث في أوكرانيا من دمار وتدمير البنية التحتية أن ذلك نتيجة سياسة التوحش الأميركية التي أشعلت فتيل الحرب عبر الامتناع عن إعطاء ضمانات لروسيا الاتحادية تتعلق بالأمن القومي والتعهد بعدم توسيع حلف الناتو وكذلك تشجيع الرئيس زيلينسكي بالتمادي في استفزازاته، الأمر الذي دفع روسيا للقيام بعملية خاصة للحفاظ على أمنها القومي.
الولايات المتحده الأميركيه لم تكتف بإشعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا لتصفية حساباتها مع الجانب الروسي ومحاولة إضعافه لتبقى مهيمنة على العالم، وإنما قدمت الأسلحة الحديثة والمتطورة للجانب الأوكراني وفرضت على الدول الأوربية التي تقع تحت هيمنتها تقديم الدعم العسكري واللوجستي أيضاً، من أجل إطالة أمد الحرب التي وقودها المواطنون الأوكرانيون والبنية التحتية لدولتهم وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الولايات المتحدة الأميركية والتابعين لها من الدول الأوروبية يضحون بأوكرانيا من أجل مصالح الولايات المتحدة الأميركية دون الأخذ بعين الاعتبار تداعيات هذه الحرب على الشعوب الأوروبية والعالم.
بريطانيا المتورطة بالتصعيد واستمرار الحرب أعلنت مؤخراً أنها بصدد إرسال مئات آلاف قذائف المدفعية إلى أوكرانيا، وكانت قد زودتها سابقاً بأنظمة إطلاق الصواريخ المضادة للمدرعات وكذلك الصواريخ المضادة للطائرات مايعني أن سياسة التوحش والإمعان في تدمير أوكرانيا باتت استراتيجية أميركية أوروبية دون وازع إنساني أو قانوني وإنما جل همهم محاولة إضعاف الجانب الروسي واستنزاف طاقته الاقتصادية ولو أدى ذلك إلى التضحية بآخر مواطن أوكراني.
التدفق الكبير للأسلحة الأميركية والأوروبية إلى أوكرانيا لن يحقق للجانب الأميركي وتابعيه الأوروبيين أجندتهم في إضعاف الجانب الروسي، وتداعيات مايجري في أوكرانيا تؤكد أن الدول الأوروبية إنما تعاقب نفسها وما تشهده من نقص في الوقود وارتفاع الأسعار خير دليل على ذلك لاسيما وأن الجانب الروسي قد حذف من قاموسه كلمة الهزيمة وأن العملية العسكرية الخاصة تسير وفق ماهو مخطط لها ولن ترضى القيادة الروسية إلا بتحقيق أهدافها من هذه العملية وتحقيق النصر ستحقق ذلك لأنها دولة قوية تملك إمكانيات عسكرية وسياسية واقتصادية كبيرة وهو سر قوتها وحتمية هزيمة أعدائها.