منذ عدة سنوات باتت الثقة مفقودة إلى حدّ بعيد بإمكانات المدرب الوطني في كرتنا، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بقدرة هذا المدرب على القيام بالمهام المنوطة به وتحقيق الأهداف المطلوبة منه، ومنذ عدّة سنوات أيضاً لم يظهر أي اسم محلي مميز على الساحة التدريبية، لا بل إن من كان مميزاً في نظر البعض بات مكشوفاً من حيث تواضع إمكانياته وخبراته بنظر الكثيرين.
في الحقيقة فإننا لا نأخذ موقفاً متشنجاً من المدرب الوطني ولا ننكر عليه حقه في تدريب المنتخبات الوطنية، ولكنّا سنستهجن كثيراً وجوده على رأس الجهاز الفني لأي منتخب وطني على اعتبار أن التجربة أثبتت سابقاً وكذلك حالياً وقد تثبت لاحقاً أن وجود المدرب الوطني (أياً كان اسمه) هو خطأ تقديري بحق منتخباتنا التي تحتاج لمن يطورها بتقديم ما هو جديد ولا تحتاج لمن يبقيها في ذات الدائرة المعرفية الضيقة والحبلى بالمعلومات القديمة والخاطئة.
ليست مشكلتنا مع اسم معين ولكن مع الفكر التدريبي المحلي كاملاً، وليس اعتراضنا على وجود هذا أو ذاك في قيادة أي منتخب، وإنما على مخرجات تلك القيادة ونتائجها باعتبار أن العنوان واضح والمقدمات تعطي مؤشرات لا لبس فيها عما يمكن للمدرب الوطني تقديمه.
طبعاً هناك مدربون مميزون على المستوى المحلي ولكن تميزهم المحلي لا يمكن أن ينسحب على التجربة الدولية لأن خبرات مدربينا ومعلوماتهم مكتسبة من الداخل فقط، ومثل هذا النوع من الخبرات لا يمكن أن يفيد من دون وجود تعزيز علمي ومعلوماتي من مصادر متطورة ومتقدمة كروياً وهذا مفقود تماماً بالنسبة لكوادرنا التدريبية.
السابق
التالي