على عرش الذاكرة تتربع المفردات، وتحبو الحروف متكئة على بعض الفواصل والنقاط من تعجب واستفهام.. يحق لها أن تستعيد بلغة الجمع كلّ ما مر في شريطها من أفراح وأحزان، نجاح هنا وإخفاق هناك، إنجازات بعضها وصل إلى خواتيم ربما مرضية والبعض الآخر قيد البحث عن هرم النجاة..
عام ينذرنا بالرحيل وكلّ له هواجسه الداخلية تخفق بصمت متى يشاء.. لوحة مزركشة بألوان الفصول وحسب حالة كلّ فصل تلونت أحوال الناس من فقر وبرد وجوع وهجرة وحرمان وآمال وأحلام ويقين أن القادم أفضل..
أسئلة كثيرة بالعشرات تطلقها الأحاديث العابرة صباح مساء، ألسنة تكاد لا تستريح وكأنها شريط مذياع من حقه أن يكرر ويذكر ويعيد ما أتعب النفوس والأرواح التي وصلت إليها مدمرات الحرب وخيباتها المتناثرة في الداخل والخارج .
لن نسقط من مدارج الأيام باقات الورد، وأزهار الحقول، وبذار القمح، سنبقى متفائلين، تتمدد أحلامنا كما عرائش الياسمين المزينة شرفاتنا ..
تسبقنا رائحة العطر بأمتار لتشي ببهائها همسات من غنج..
صور متزامنة على مدى أثني عشر شهراً ولكلّ يوم قفل ومفتاح ومساحة أبواب لا حدود لها..
كلّ عام وأوجاع السوريين إلى انحسار.. أمنيات متراقصة بدقات ساعة الزمن ترفل بثوب مطرز، وعيون تشخص إلى الغد ترقبه بدفء العطايا وبر الأقدار ورأفة قلوب نامت ضمائرها عمداً.
السابق
التالي