الثورة – محمود ديبو:
مشهد بات مألوفاً كثيراً بالنسبة للمستهلكين الذين يقصدون بعض منافذ بيع “السورية للتجارة”، وخاصة الصالات التي تطرح الخضار والفواكه، حيث يجلس بائع أو أكثر خارج الصالة، (على الرصيف) يعرض (بقايا) خضار وفواكه كانت معروضة على الرفوف داخل صالة السورية للتجارة، ولكونها أصبحت (بايتة) أو قد يكون بعضها تعرض للاهتراء بنسبة ما، بمعنى آخر هي خضار وفواكه (ستوك) تعرض على الرصيف خارج الصالة وتباع بأقل من سعر الصالة طبعاً.
هي سوق جديدة بدأت تنشأ وتتطور وتلقى إقبالاً واضحاً من شريحة المستهلكين غير القادرين على تناول الفواكه “طازجة” فيلجؤون إلى أكلها “بايتة” وما الضير في ذلك طالما أنها هي نفسها (تفاحة أو برتقالة أو ربما موز) وحتى الخضار (البطاطا، البندورة، الملفوف، …) وغيرها من الأصناف التي كانت معروضة داخل الصالة فبدلاً أن يتم التخلص منها بطريقة ما يتم عرضها للبيع بأسعار أقل خارج الصالة، وهي فكرة وإن كان لها مثالبها إلا أنها تستحق إلقاء الضوء عليها بالنظر إلى أنها شكلت ملاذاً لمستهلكين دخلهم لا يمكِّنهم من تلبية كامل احتياجات أسرهم..
هو مشهد جديد تلاقت فيه مصالح البائع مع مصالح شريحة من المستهلكين، لجهة أن الأول وجد فرصة عمل تؤمن له دخلاً معقولاً، كذلك فالمستهلك وجد فيها فرصة للحصول على كميات أكبر من الخضار والفواكه بتكلفة أقل من تكاليف شرائها من الأسواق وبأسعارها المعهودة.
وعليه فإن هذه الأسواق التي نشأت على تخوم صالات التدخل الإيجابي استطاعت أن “تتدخل إيجابياً” أكثر من الصالات نفسها، وأن تحقق نفعاً لشريحة من المستهلكين أكثر من صالات التدخل نفسها..