الملحق الثقافي- سعاد زاهر:
من يحتاج اليوم إلى نقد يستمع فيه إلى لغة نقدية تحلل عمله، وتعرض إيجابياته قبل سلبياته، ومع ذلك ولمجرد الاقتراب من السلبيات لن يتردد صناع أي عمل من شن هجوم على الناقد لإبدائه آراء لا تروق لصناع العمل سواء أكان عملاً أدبيا أم فنياً.
ولم يعد من مصلحة أي موقع إلكتروني أن يقترب من تلك اللمحات الناقدة وخاصة الجاد منها، لماذا…؟
لعدة أسباب…فمنذ فترة طويلة نفتقد لنقد صائب، يمتلك القدرة على تأويل وتفنيد وتفكيك العمل الأدبي أو الفني بطريقة تعكس ذوق وشخصية الكاتب بعيداً عن أهوائه الخاصة، حتى لا يجانب الصواب.
ولكن لا نعيش حالياً هذا التوع من النقد…إلا في الحدود الدنيا…؟
والأمر الآخر أنه تطفو اليوم على الحياة الثقافية نوعية من أشباه النقاد، تأخذ دورها على حسب رنين المال، وآلية التلقي ربما لا تفرق بين هذا وذاك.
لأنه خلال فترات طويلة تم الاشتغال على ذائقة مختلفة، تم تبسيطها كي تصبح نمطية قادرة على التعاطي مع ما يرمى في وجهها دون تحليل، هكذا باستسلام كأنه وجبتها الأدبية أو الفنية الوحيدة.
ترافق ذلك مع تغير الذائقة وكان للانفتاح التكنولوجي دوره الكبير في هذا التغير، دون أن يتم الاشتغال على تناميها لتوازي إبداع منتج فكري، بل تم الاشتغال على التسويق والتسليع فنحن في عالم تجاري كل شيء فيع قابل للبيع ولم تعد تهم قيمته الفنية وحالته الإبداعية، يمكن لصناعه شراء المطبلين بأثمان بات بمقدور كل من يتقن العلمية التبادلية ممارستها بسهولة.
العدد 1126 – 3-1-2023