الثورة – غصون سليمان:
مازال موضوع الزواج المبكر أو بالأحرى زواج الأطفال حديث الدراسات والأبحاث المجتمعية الوطنية منها والأكاديمية رغم تعديل سن الزواج في قانون الأحوال الشخصية السوري للشاب والفتاة ١٨ عاماً.
لكن على ما يبدو يبقى لبعض العادات والتقاليد، وظروف الحرب العدوانية وتداعياتها على المجتمع السوري تأخذ مساراتها الخاطئة لاعتبارات مختلفة.
رئيسة دائرة الأبحاث والبرامج في الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان مندلين حسن، أشارت لما تقوم به الهيئة من إعداد دراسة حول موضوع الزواج المبكر الذي يعتبر ظاهرة عامة تخص معظم المجتمعات وليس مجتمعنا السوري فقط، حيث تختلف نسبته مابين الريف والمدينة، فهو مرتبط بمعايير اجتماعية واقتصادية.
وبينت حسن أنه قبل الحرب العدوانية على بلدنا يمكن الاتفاق على أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية موحدة فهي متعلقة بالذهنية والقيم المجتمعية، والأهم أن هذه الظاهرة كانت آيلة إلى الاندثار، لكن ظروف الحرب أدخلت مسببات جديدة زادت من نسبة هذه الظاهرة إلى حد ما، ما دفع الهيئة للعمل على رصد الظاهرة والبحث في مسبباتها حيث يأتي وفق الدراسة البحثية، عامل الخوف على الفتاة من أن تتعرض للأذى أو الإساءة الجنسية بالمرتبة الأولى ما دفع الكثير من الأهالي لتزويج بناتهم باكرا.
ويأتي في المرتبة الثانية سوء المعاملة أو العنف الأسري فقد تتعرض الفتاة لعنف من الأهل ما يدفع الفتاة للهروب والزواج كيفما كان، دون أن تدرك أنها تذهب من وضع سيء الى أسوأ.
والأمر الآخر هو الخوف من العنوسة فتصبح فكرة الزواج “فرصة”،هذه الأسباب المرافقة مع الضغوط المجتمعية والمعيشة التي يعاني منها المجتمع، أفقدت الأسر بحبوحة الرزق، فكان الزواج المبكر لتخفيف إعالة الفتاة، إلى جانب غياب المعيل أب، أخ.
ولفتت حسن إلى جملة الآثار الاجتماعية المترتبة على الزواج المبكر حيث لاتدرك الفتاة حقوقها القانونية فتقع ضحية الجهل وعدم المعرفة، فيحرمان الفتاة من التعليم والذي هو فقدان لقوة سوق العمل الذي تشارك فيه المرأة.
أما الآثار الصحية السلبية فهي نتيجة حمل المراهقات صغيرات السن، ما يترتب تبعات جسدية صحية نفسية لعدم نضوج جسد الأنثى بشكل صحيح وكامل، وموت العديد من الأجنة لأسباب مختلفة ومايرافقه من آلام.
فالزواج المبكر مرتبط بشكل مباشر بالهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة،وهو تحقيق المواساة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات من حقوقهن.
ونوهت رئيسة دائرة الابحاث والبرامج بالهيئة إلى انه ضمن الأهداف ال ١٧ هناك مقاصد لكل هدف، والمقاصد مرتبطة بشكل مباشر بالهدف الخامس كما ذكر آنفا وهو القضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء، والاتجار بالبشر، والاستغلال الجنسي، والقضاء على جميع الممارسات الضارة” من زواج ملك، زواج أطفال،زواج قسري” . إضافة لضمان حصول الجميع على خدمات الصحة الإنجابية.
وبالتالي يرتبط الزواج المبكر بشكل غير مباشر بالتعليم والصحة.