على حبل الحديث عن التقارب التركي السوري تأرجحت واشنطن وقفزت إلى المشهد وراحت توزع التصريحات والتحذيرات للعالم بأكمله بأن من يصافح سورية سيندم على فعلته السياسية، لكنها لم تحدد أردوغان المربوط إلى أركان البيت الأبيض بسلاسل الأطلسي وأقفال المخابرات الأميركية..
واشنطن خرجت لتقول علناً إنها ضدّ عودة العلاقات الطبيعية لسورية مع بلدان العالم، وإن المقاطعة هي الحل الدبلوماسي والخيار الغربي للملف السوري من وجهة نظر الإدارة الأميركية.. بل إن المتحدث باسم البيت الأبيض ربت على صدره وقال ستعمل واشنطن على الحل السياسي مع الأمم المتحده..
ليس غريباً كلام المتحدث باسم الإدارة الأميركية ولاحتى التصريحات، فهذا هو سقف التوقعات من واشنطن التي تحتل أجزاءً من سورية وتفرض الحصار القاتل على شعبها وتنهب ثرواتها ونفطها وتسعى لتفتيها بإيعاز من إسرائيل، ولكن اللافت هذه الفوقية في إعطاء الأوامر لكل دول العالم وكأن سيد البيت الأبيض هو حاكم البشرية وهو الذي يحرك الكرة الأرضية على إصبع القطبية الأحادية..
تصريحات الناطق باسم الإدارة الأميركية تعكس عقلية واشنطن بالتفتيت السياسي للعالم وخلق المزيد من الفتن والابتعاد عن طاولات الحوار والتفاوض طالما أن الحروب والخلافات تسيرعلى خرائط المصالح الأميركية ..
اللافت أكثر أن واشنطن لم تخاطب أردوغان مباشرة، ولا شرحت وجهة نظرها من السلوك الأردوغاني الجديد في سورية والمنطقة.. ربما لأنها تخفي شيئاً حوله خلف الكواليس، أو أن المتحدث باسم الإدارة الأميركية وقع في فخ الأسئلة الصحفية فكان الجواب عن التقارب التركي لسورية موجهاً لحلفاء أميركا علّ أردوغان يسمع !!!