الثورة- لجينة سلامة:
أن تكون إعلامياً فهذا يعني أن تكون لماحاً ونبيهاً وراصداً وماسحاً لكل التفاصيل الدقيقة ومترصداً لأي هجوم ومتفهماً لأي قرار.
أن تكون إعلامياً لا يعني أن تدخن السيجارة أو تحتسي القهوة المرّة أو الشاي المعتّق، ولا يعني حضورك الدائم في المجالس الأدبية والحوارات السياسية والأجندات الاقتصادية، ولا يعني أن تكون عدو طرف دون آخر في معركة الرجل والمرأة، أو تتبنى مثلاً فكرة الشواذ لتحقق التفرد، أو تدعم رأياً مخالفاً لتسجل موقفاً مختلفاً.
أن تكون إعلاميا ذلك يعني أن تكون إنساناً بحواسك الخمس المتفاعلة دوماً مع الحدث أيا كانت جغرافيتك وإحداثياتك الزمانية والمكانية، وعكس ذلك وبغير ذلك تصبح بلا تأثير ولا أثر.
مع العام الجديد وأجوائه وتداعيات الأحداث وتوالي العثرات، يقف الإعلامي المتصالح مع نفسه قوياً أمام وقائع حبلى بالمشاهدات المربكة والمحبطة والمدهشة والمخزية والمحزنة، والمهم أمامه ألا يتسلل العجز لأدواته وهو من فنى عمره المهني بالنشاط والحيوية.
مع السنة الحالية ونحن في أول أيامها يلملم الواحد منّا باقة ورد ويطل من نافذة مشرقة على مساحة جغرافية من وطنه، يرى فيها الحياة كما يحب ويتمنى، ويزرع فيها ما تسنّى له من طيب الكلام وحسن الأخلاق بعيداً عن الوصولية والانتهازية والفساد، فمن يعمل في مجال الإعلام يقدّر عالياً أهمية الكلمة وقداستها ويدرك جيداً شرف القلم الذي يمثلك.