النرجيلــــــــة.. أضـــــرار وأمــــراض صحيــــــة وعقليـــــة

حسين صقر:
في مرحلة معينة من العمر، غالباً ما يميل الشباب والفتيات والمراهقون والمراهقات إلى تقليد الآخرين، ومن بين هؤلاء زملاؤهم في الدراسة أو العمل وجيرانهم، أو حتى أهلهم، ويكثر تقليدهم لمعظم العادات.
والعادات السيئة عند البعض كثيرة، ومنها تدخين النرجيلة أو الشيشة، حيث يقلد هؤلاء بشكل أعمى غير مدركين المخاطر الحقيقية التي تترتب عن هذه العادة، بعد أن يلتقط الشباب هذه العادة السيئة بسرعة، لكن سرعان ما تظهر تلك المخاطر مع مرور السنوات دون أن يشعر، كالأمراض القلبية أو التنفسية، ومشكلات صحية أخرى.
ولهذا لابد من البحث عن كيفية مساعدة المراهق لإقلاعه عن تلك العادة، ومعرفة دور الأهل في تقليص مخاطر الوقوع في شباك تلك العادة المضرّة.
“الثورة” التقت مع مجموعة من الفعاليات، وأكد هؤلاء أنه كل يوم ينضمّ مجموعة من الشباب والمراهقين وحتى الأطفال ممن هم في سن مبكر إلى تلك العادة التي انتشرت بشكل كثيف في المطاعم والمقاهي وجلسات السمر، حيث يلتقط المراهق تلك الصورة التي تعشش في ذهنه، لظنه أنه يكتشف نفسه ويحقق ذاته ورجولته.
تبدأ عابرة وتتحول لعادة
وقال المهندس محمد جمال الدين: يكون تعاطي النرجيلة في أغلب الأحيان حالة عابرة عند المراهق، ولكن سرعان ما يحوله رفاق السوء، أو ممن أكبر سناً إلى عادة سيئة، ليصبح بعد ذلك خطراً على صحته، حيث يغدو هذا الشخص مدمناً على النرجيلة و مدخناً نظامياً، وأضاف يصبح وجودها ضرورياً من وجهة نظره ككأس الشاي أو فنجان القهوة وحتى الطعام.
حب استطلاع
بدورها قالت راقية خلف وهي ربة منزل: أحياناً يكون السبب الرئيسي الذي يدفع الكثير من المراهقين لتعاطي النرجيلة حب الاستطلاع، ولكن هناك أسباباً كثيرة يمكن أن تكون وراء تلك الآفة، موضحة أن للأهل دوراً كبيراً في ذلك حيث يسمحون لأبنائهم تعاطيها دون التفكير بالمخاطر، ولظنهم أنها مقبولة أكثر من عادة تدخين السجائر، غير مدركين أن النتيجة الصحية واحدة وهي الضرر وجلب الأمراض، كما أنها تنقل العدوى، لأن بعض الشبان والشابات يتشاركون في استخدامها.


وأضافت خلف على الأهل أن يكونوا قدوة لأطفالهم، عبر مخاطبتهم وتوعيتهم وردعهم عن ذلك، وقالت: لا تنتظروا من أولادكم أن يبتعدوا عن النرجيلة إذا كانوا يرونكم تدخنون منها.
توعية الأبناء
بدوره نوه المحامي حسن الحسامي بالقول: يمكن للأهل أن يشرحوا لأبنائهم الذين يتبعون تلك العادة السيئة أضرار المادة المركب منها التنباك والمعسل والنيكوتين والمشكلات الفيزيولوجية التي تسببها، وأخطار الإدمان، وأن متعاطيها لن يتعلم الهدوء كما يزعم البعض، بل على العكس سوف يصبح سريع التوتر خصوصاً إذا حُرم منها أو لم تتوفر أدواتها أو لأي سبب آخر.
التنبيه من سلبياتها
من ناحيته اقترح سليمان أبو الهدى وهو أب لأربعة شبان، وبهدف القضاء على تلك الظاهرة أو التخفيف منها أن يكون هناك برامج توعية دورية تتحدث عن أضرار النرجيلة، ووضع صور مرافقة عن حالات الإصابة نتيجة الإدمان وتركز على صحة الأبدان والعقول، مع التركيز على محاربة الظواهر السلبية الضارة بالصحة، وعلى رأسها التدخين بأنواعه، ووضع بدائل عن تلك العادة، والتركيز على اتباع عادات نافعة، وذلك بالإضافة إلى التعرف على جذور هذه الظاهرة، والوسائل المناسبة للتخلص منها، لأن مثل هذه المشكلة تحتاج إلى تضافر الجهود والعمل بكل صبر وأناة وتكاتف لمنعها.
وأشار إلى اتباعها بشكل كثيف من قبل السيدات والفتيات.
حملات لمكافحة التدخين
وعن كيفية منع هذه الظاهرة قالت فريدة محمود: لابد بين الحين والآخر من تركيز الأهل على الجوانب السلبية لظاهرة التدخين بشكل عام والنرجيلة بشكل خاص، وتأثيرها على صحة الأبدان والعقول والأنفس ونقص الأموال.
وأضافت يجب أن يكون هناك إجراءات عامة تطبق على الأماكن العامة لعدم تقديمها هذا النوع، مع وضع الحلول المناسبة لإبعاد المدمنين عنها، شرط ألا يكون الواعظ نفسه من مدمنيها.
وأشارت إلى ضرورة القيام بحملات مكافحة التدخين بأنواعه والتوعية الصحية ضد العادات الضارة، وعلى رأسها هذه العادة.
مشاكل صحية
وعن مضار النرجيلة تحدث الدكتور عدنان حمزة الاختصاصي في الأمراض التنفسية والرئوية قائلاً: نظراً لاحتوائها على العديد من المركبات الكيميائية والمعادن السامة، فإن مخاطر النرجيلة عديدة وخطيرة، حيث يؤدي تدخينها إلى مشاكل صحية خطيرة كالسرطان، كما أنها لا تضر المدخن فقط، بل إنها تسبب خطراً على الأشخاص الذين يستنشقون دخانها، ومن مخاطرها يمكن للفحم المستخدم لتسخين التبغ أن يزيد من تلك المخاطر عن طريق إنتاج مستويات عالية من أول أكسيد الكربون والمعادن والمواد الكيميائية المسببة للسرطان، حتى بعد مروره عبر الماء، فإن دخان النرجيلة أو الشيشة يحتوي على مستويات عالية من هذه المركبات السامة، لأنه يحتوي على مركبات معروفة بأنها تسبب سرطان الرئة والمثانة والحنجرة وسرطانات الفم المختلفة.
وأضاف إن خلاصة التبغ من النرجيلة تهيج الفم وتزيد من خطر الإصابة بسرطانه، حيث يحتوي دخّانها على العديد من العوامل السامة التي يمكن أن تسبب انسداد الشرايين وأمراض القلب، وقد تنتقل العدوى للمدخنين الآخرين من خلال مشاركة النرجيلة نفسها.
وأوضح أن الأطفال الذين يولدون لأمهات كنّ يدخنّ النرجيلة كل يوم أثناء الحمل، يقل وزنهم عند الولادة على الأقل 3 أوقية عن الأطفال المولودين لغير الأمهات المدخنات.
كما أن الأطفال المولودين لمدخنات النرجيلة هم أيضاً أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي كالربو والسعال المزمن ونقص الأكسجة وأمراض اللثة، والتهاب الأنف المزمن، والعقم عند الذكور، ومرض الجزر الارتجاعي المعدي المريئي، وضعف الصحة العقلية.

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى