في المأثور الشعبي الكثير من الحكايا والأمثال التي نتداولها في الحديث عن بركة عمل ما.. وكذلك الأدعية التي تلهج بالشكر والحمد والدعاء بالبركة لمن يقدم عملاً خيراً ..
اليوم في ظل ما يجري ونعانيه من ضائقة اقتصادية تغيرت الكثير من القيم والعادات والتقاليد صحيح أنه يجب أن تكون هي الأكثر صلابة في هذه المحن ولكن على ما يبدو أن حمى استلاب وتغيير الكثير من المفاهيم كان يعمل بصمت في ظل انشغالنا بقضايا لم تكن جوهرية.
فجاءت العواقب كبيرة فهل تسمعون مثلاً أن أحداً ما اشترى سلعة ما بالسعر نفسه في صباح اليوم أو مسائه.. وهل سمعتم أن مواطناً ما أيضاً قد فتح ذراعيه ورفعهما إلى السماء يدعو بالبركة لصاحب أو بائع الحاجة..؟
ربما يوجد ولكنه كما يقال أندر من النادر.. بل على العكس نسمع غمغمات بالدعاء السلبي ( الله لايشبعكم ..شو هالطمع ..شو صاير بالدني الخ ).
نمضي ونحن نطرح ألف سؤال: لماذا غابت الرحمة، لماذا حل الطمع ..؟
وفي أحاديثنا لا نتورع عن استعادة أيام كانت جميلة.. وفاء التجار وقصص عن رحمتهم وقت الغلاء ..نفعل ذلك ولكننا بدأنا نشك في الكثير منها لأن ما يجري يدل على العكس تماماً…
صحيح أن الدخل قد يكون أفضل مما كان أيام زمان، لكن ما تكاد تستقر أحوالك ليوم واحد حتى تأتيك الصدمة من مؤسسات حكومية قبل التجار ترفع أسعارها بنسب عالية وعلى غرارها يفعل السوق الذي يضاعف مرات ومرات ..
ويغدو كل ما يصل إليك لا بركة فيه ولا قيمة له.
نحتاج اليوم قبل الغد الرحمة والمحبة والقدرة على القناعة بربح محدد نحتاج الضمير ولأنه في نوم وسبات عند الكثيرين فلا بد من إيقاظه بسيف القانون ريثما يصحو من تلقاء نفسه ..إنه مال بلا بركة فمتى نستعيدها…؟